أقلام حرة
صادق السامرائي: نكتب عن كل شيء ولا نفعل شيئا!!
أقلامنا تناولت معظم الموضوعات والتحديات والحالات، وما إستطاعت أجيالنا فعل شيئ بمستوى ما بحثت فيه أقلامنا. تنبؤات وإستنتاجات وتوقعات ذات صوابية عالية، ما شدت إنتباه القادة والحكام، وأنظمة الحكم في دول الأمة.
أقلام أبناء الأمة كتبوا في كل شيئ، ومنذ قرون وتحدثوا عن آليات المحافظة على التقدم والقوة والرقاء، ونامت كتبهم في ظلمات الرفوف، وما فازت الأمة بقادة متبصرين متفاعلين مع أنوار العقول، إلا بعدد قليل منهم، وهم الذين أوجدوا مقاماتها السامقة، وحققوا قفزات حضارية ذات قيمة إنسانية.
وذات العلة رافقت دول الأمة منذ بدايات القرن العشرين، فما حظيت بمن يعرف ويدير شؤونها برؤية حضارية مستمدة من تجاربها ومعطيات أنظمة حكمها السالفة.
وقد إنطلق فيها منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مفكرون أفذاذ رسموا خارطة طريق نهوضها، لكنها تجاهلتهم، ولو أن نظام حكم واحد في دولها إطلع على ما كتبه عبد الرحمان الكواكبي عن الإستبداد في كتابه، لتمكن من الإنطلاق ببلده إلى مصاف الدول المتقدمة منذ أمد بعيد.
فالعلة الحقيقية أن الكراسي لا تقرأ، وتتوهم المعرفة وعدم الخطأ، وهي من أجهل الجاهلين، ولا تعرف معنى السياسة والحكم.
فكل مَن يجلس على كرسي السلطة، يتحول إلى سيد العارفين، وأمير المفكرين، والقائد الملهم المطاع الأمين!!
"أيها الأحياء تحت الأرض عودوا ...فأن الناس فوق الأرض قد ماتوا"!!
وتلك مصيبة أمة أذلتها الكراسي وإمتهنتها وحولتها إلى مجتمعات هوان ومآليس، تتمنطق بالماضيات، وتثأر للغابرات، وتريد أن يحكمها الأموات، الذين تحولوا إلى رميم منذ مئات السنين.
فانتعشت في ربوعها تجارة الدين!!
و"دليل عقل المرء فعله"!!
***
د. صادق السامرائي