أقلام حرة
صادق السامرائي: الكراسي ومآسي الأطباء!!
من الواضح أن معظم الأطباء عندما يتسنمون مناصب حكومية يضرون البلاد والعباد، وشذ عنهم الطبيب الماليزي (مهاتير محمد)، (10\6\1925)، ولا يوجد في دول الأمة طبيب غيره تسنم السلطة وجاء بعمل نافع، بل معظمهم قاموا بأوجع السلوكيات، ولا تزال الشواهد قائمة في بعض دولها.
ودولنا التي تولى السلطة فيها أطباء هي سوريا والعراق، وتأملوا أحوالهما.
لا يوجد تفسير مقنع لسلوك السياسي الطبيب من أبناء الأمة، فهل كونه طبيب يمنحه الحق ليرى أنه على صواب فيما يقوم به؟
ليس الأمر بواضح، لكن الطبيب الجالس على كرسي السلطة في دولنا، يعبّر عن العدوانية بأقسى صورها، ويؤكد سلوك الإنتقام المرعب الفظيع، فأعمال الأطباء في الحكم يندى لها جبين الطب كمهنة إنسانية رحيمة.
في سوريا بدأت رحلة الأطباء مع الكراسي منذ ستينيات القرن العشرين، وذات يوم أحاط ببرجينيف رئيس جمهورية ورئيس وزراء ووزير خارجية جميعهم أطباء، فقال لهم ما معناه : يبدو أن سوريا مريضة لهذا الحد ليحكمها ثلاثة أطباء!!
وهم نور الدين الأتاسي رئيسا، يوسف زعين رئيس وزراء، إبراهيم ماخوس وزير خارجية، وفي العراق عزت مصطفى، وفي لبنان عبد المجيد الرافعي، ومن الأردن منيف الرزاز، وبعد الثورة التونسية تولى رئاستها طبيب، وغيرهم الكثيرون الذين أصابوا دولهم بمقتل!!
ومنذ 2003 تولى بعض الأطباء في العراق مناصب وما أفلحوا، وقبلهم عدد من الأطباء في الحكومات السابقة، وما أضافوا عملا رحيما أصيلا لأبناء بلدهم.
ولا يزال الكثير من الأطباء العرب يميلون للعمل السلطوي، وكأن فيهم نوازع دفينة للتسلط على الآخرين وإمتهانهم، فلا يوجد طبيب في دولنا أتى برؤية وطنية إنسانية ذات قيمة حضارية معاصرة، بل يتحول أخيارهم إلى أشرار، وتستحيل رحمتهم إلى إنتقام مبيد.
وبعد 8\12\2024 ظهر سلوك طبيب كان يحكم دولة عربية لفترة طويلة، وما يتمتع به، ويصنعه من ويلات لأبناء شعبه، وفظاعة القسوة التي يسلطها على المعارضين لنهجه التدميري الفتاك.
تلك ظاهرة فاعلة في دول الأمة تنم عن مطمورات سلوكية خطيرة!!
و"مَن لا يَرحم لا يُرحم"!!
***
د. صادق السامرائي