أقلام حرة

صادق السامرائي: الجامع الأموي!!

شيده الوليد بن عبد الملك بن مروان (86 - 96) سنة 87 هجرية، والجامع الكبير في سامراء بناه المتوكل (232 - 247). الفرق بينهما أكثر من (100) سنة، وهو الصرح الباقي وجامع سامراء إنتهى منذ إنتهاء المدينة كعاصمة للدولة العباسية سنة 279 هجرية.

لماذا بقي الجامع الأموي وتدمر جامع سامراء الكبير وما بقيت منه إلا المئذنة الملوية والأسوار؟

البعض سيقول أنه مبني من الحجر، والجامع الكبير من الطابوق، والحقيقة يوجد في الأندلس جوامع مبنية بالطابوق أقدم منه ولا تزال محافظة على روعتها المعمارية.

الطامة الكبرى، أن لغز خراب معالم سامراء العمرانية بدأ بعد مقتل المتوكل مباشرة، ومضى بوتيرة متصاعدة حتى إنتقال العاصمة إلى بغداد في 279 هجرية، وقد وثّق خرابها الشاعر إبن المعتز المولود فيها، والذي ترعرع في قصورها.

فالأرجح أن الخلفاء بعد المتوكل لهم إسهاماتهم في التخريب، كما فعل المنتصر بالله بتخريب قصر الجعفري، وكذلك الأتراك أنفسهم الذين كانوا يخربون منشآت قادتهم عندما ينقضون عليهم ويجردونهم من كل شيئ.

إضافة إلى أهالي المنطقة والقادمين إليها من القرى والأماكن المحيطة بها، إذ دب النهب الفظيع للمدينة بعد مغادرتها وإلغائها كعاصمة للدولة العباسية.

فمما يثير الألم والحسرة، أن تجد جوامع أقدم من الجامع الكبير في سامراء، لا تزال قائمة في بلاد الأندلس، وهي مبنية من الطابوق وليس الحجر.

فهل أن سلوك التدمير عامل مهم في ثقافتنا الجمعية؟

وهل نحسب ما يتصل بالدولة مرهون بشخوصها، فننتقم منه وكأننا ننتقم منهم؟

وكأنه تماثيلهم التي علينا إزالتها؟

كل رأي ممكن، والخراب واحد!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم