أقلام حرة
علي حسين: ليس حكماً.. بل مسرحية كوميدية
قالوا في تسويغ الافراج عن بطل "سرقة القرن" نور زهير، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالإفراج عنه ان نور زهير: "أبدى استعداده لتسليم المبالغ المالية المترتبة بذمة شركاته واجراء التسوية المالية "، واتمنى عليك ان تضع اكثر من علامة استفهام حول عبارة " المبالغ المالية المترتبة بذمة شركاته " . فبدلا من ان يخبرنا القاضي ان نور زهير سارق، حاول ان يلطف الامر فيعتبر المليارين والنصف مليار دولار مجرد اموال بذمته وسيعيدها، وقال البعض بثقة أن نور زهير استيقظ ضميره وقرر أن يعيد بعض الأموال، واكتشفنا أن السيد نور زهير رجل ثري و"عينه مليانه " وأن المبلغ الذي بذمته مجرد "خردة" أمام ما يملكه، وأتمنى عليك عزيز القارئ أن لا تسخر مني، فأنا أنقل إليك ما قاله قاضي النزاهة وبالحرف الواحد: "المتهم نور زهير لديه عقارات واستثمارات تفوق المبلغ الإجمالي للأموال المسروقة، ومن المستبعد هروبه خارج البلد بعد خروجه بكفالة مالية قياساً بحجم استثماراته وعقاراته".. فلماذا يا سادة يا كرام تشعرون بالقلق وثروة نور زهير تنافس ثروة ايلون ماسك، وهو مواطن صالح، ومستعد أن يقسم أنه لم يسرق، ولم يتحايل على الدولة، فقط استدان مبلغاً من أموال الشعب، وسيعيده إن شاء الله قريباً "وتوته توته ستنتهي الحدوتة"..
في بلاد الرافدين بعض الأشياء لا نهاية لها. خصوصاً النهب المنظم، ولذلك كانت حكاية علي بابا والأربعين حرامي التي اخترعتها لنا "المرحومة" شهرزاد، حكاية عراقية خالصة، تتجدد في كل موسم، حيث مسلسلات الخديعة والشعارات الزائفة وسرقة أحلام الناس، ليظهر لنا المئات من نور زهير. كنا نأمل أن نجد مصباح علاء الدين في "أدْراج مكاتب" ساسة التغيير، فوجدنا بدلاً منه ثياباً وبدلات لأكثر من أربعين ألف نور زهير، لن تستطيع شهرزاد أن تروي حكاياتهم ولا بمليون ليلة وليلة.
زعموا أنهم اخرجوا نور زهير لكي يعيد الاموال، وانه ممنوع من السفر، ثم قرأنا في الاخبار ان نور زهير يتجول في احدى عواصم العالم .. بعدها شاهدنا مقطعا من فيلم لشارلوك هولمز عراقي يرتدي المعطف، يقف وسط الثلوج في موسكو ليبشرنا انه عثر على نور زهير، وانه، اي شرلوك هولمز العراقي، لن يسمح له ببيع المناصب، وهذه حكاية جديدة، بعدها عاد شارلوك هولمز الى ارض الوطن، واختفى نور زهير، لنقرأ اليوم في الاخبار ان محكمة الكرخ حكمت على نور زهير بالسجن غيابيا عشر سنوات، لكنهم لم يخبرونا اين الأموال؟ ومن سهل له السرقة والهروب خارج العراق.
***
علي حسين