أقلام حرة

صادق السامرائل: العلاقة مع الكتاب!!

الهاتف النقال يستعبدنا، ويستحضر الدنيا على شاشة بحجم كف اليد أو أصغر، وتجد العيون محدقة فيه أينما تولي وجهك، فالعلاقة معه أصبحت إدمانية.
تعجبت، وفرحت عندما وجدت فتاة دون العشرين تقرأ كتابا، ومَن حولها منشدّين للشاشة الصغيرة.
العيون تحدق في الشاشة، في البيت والأماكن كافة، وحتى في السيارة، وأسهمت وسائل التواصل الإجتماعي بزيادة الإعتماد على الهاتف النقال، الذي أصبح مهما وأساسيا للذات الفردية، فإن فارقه الشخص لبضعة دقائق أصابه الرعب والقلق .
وهنا نهض سؤال عن ماهية العلاقة مع الكتاب.
في القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين كانت الناس لا تفارق قراءة الكتب، فتجدهم يقرأون في الأماكن التي يتوفر فيها وقت فراغ، ولا تخلو حقيبة شخص من كتاب.
وما أن حل النصف الثاني من العقد الأول من هذا القرن، حتى صار الهاتف النقال القابض على إهتمام الناس.
الكل يحدق في شاشة!!
الكل يتخاطب عبر الشاشة!!
الناس نسيت مهارات التفاعل المباشر مع بعضها، وأصبحت الرسائل المكتوبة والصوتية وسيلتها المثلى للتفاعل.
عندما تجلس في قاعة إنتظار أو في طائرة أو قطار، لن تجد مَن يقرأ في كتاب، بل الجميع مرهون بشاشته.
تزور معارض الكتاب فتتردد في شراء كتاب، لأنه أصبح عبئا على البيت، وما عاد للمكتبات البيتية قيمة، ومعظمها بعد رحيل أصحابها ترمى في سوح المهملات، وكم من الصور الحزينة تردنا عن مكتبات أفرغت خارج بيوتها.
قال أحدهم: وددت شراء عدد من الكتب، فاحترت في حملها وأين سأضعها، فأحجمت عن الشراء!!
العديد من ربات البيوت يكرهن الكتب، لأنها ستأخذ حيزا في البيت.
فهل أن الكتاب بخير؟!!
***
د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم