أقلام حرة

راغدة السمان: نعيش في عالَمين

دُنيوي فانٍ

رُوحّي خالد

في بعضٍ من  مراحل الحياة، يشعر الإنسان بالسكون يسري داخله، وضجيج خارج كيانه يسمعه من رهبة الكون وعظمته. فترات طويلة ربما تدوم سنوات بين خفوت وتأجج،  فرح وحزن،  غضب وتسامح، اقتراب وابتعاد. حالة تشبه مايسمى الإنفصال، إنفصال عن كل ماهو مدرك إلى ماهو أسمى وأعمق إلى اللامدرك غالباً تكون فيها بين يدّي الخالق يتبعها  لفحات من نور تفتح  بابك الباطني إلى هيكل نفسك المقدسة هي حالة ليست إنكار لوجود الجسد الذي هو امتداد لذات الروح نستمد منه طاقة الحياة.

هذه الطاقة الحركية هي نظام كوني سُمّي بالفيزياء ترددا وبالكيمياء عنصرا وعند الخالق قوّة روحية باطنية.

 قول لطاغور: الحياة الروحية هي أساس الكمال الإنساني ومصدر الطمأنينه النفسية.

حين يسقط الجسد من سهام الغدر  لن تنفعك حبة الدواء بل قوتك الذاتية فهنا يكون الجهاد بأن تكمل الطريق بمحبة ولا تبالي. فمن كذب عليك هو  كاذب. من سرق مالك هو سارق. من غدرك هو الغدار.

الأخلاق الكريمة لا تزول هي أقوى من الكلام والردود... ابتعد عن أرض ليست أرضك ولن يداوي جراحك إلآك. ولا تهين عقلك بل افعل كل شيء بحب عظيم من أقوال القديس يوحنا السلمي:

لا أنظر إلى تحت، بل اتطلع إلى فوق إلى محبة أبي الذي في السماء.

***

راغدة السمان – أستراليا

في المثقف اليوم