أقلام حرة
صادق السامرائي: الدول المخيفة والضعيفة!!
دول الدنيا فيها المخيفة وأكثرها الضعيفة، والتفاعل بينها ديدن المسار التصارعي فوق التراب منذ الأزل.
فالقوي يأكل الضعيف، والتأريخ يحدثنا عن إنفراد قوى ما في الهيمنة إلى حين، بعد أن ينهكها التوسع والإمتداد التسلطي على غيرها، إذ تستنزف قواها وتخور قدراتها لتفترسها قوة ناهضة تتحين الفرصة للفتك بها.
وهذه دائرة تصارعية مفرغة، ما تعلمت البشرية مهارات وآليات التحرر من قبضتها وسطوتها القاهرة.
ويبدو الواقع الأرضي المعاصر في مرحلة صعود قوى وهبوط أخرى، والقول بتعدد مراكز السيطرة لا يتوافق وإرادة الدوران ومعطيات التأريخ.
فلا بد من قوة واحدة، تنفرد بالهيمنة إلى أن يحين أجلها الموعود.
فكل قوة إلى صعود وإلى هبوط في ذات الوقت، فالقوة تنجب عناصر وآليات إضعافها منذ إنطلاقها.
ولا توجد قوة في التأريخ لم تأكل نفسها بنفسها، وتتفتت بعد أن تستنفذ عمرها، وهذا ديدن الإمبراطوريات بلا إستثناء.
والجديد المعاصر أن التغيرات متسارعة، وأعمار القوى المتنفذة آخذة بالإختصار، فالقوة التي كانت تهيمن لقرون ، لا تمتلك فرصة البقاء لبضعة عقود، وأية قوة ناهضة لن تتجاوز معدل عمر البشر المعاصر.
ولن تجد قوة تتجاوز القرن بهيمنتها على غيرها، وذلك قانون الآن المبيد!!
***
د. صادق السامرائي
16\4\2024