أقلام حرة

صادق السامرائي: الخرف والكرسي!!

الخرف من الموضوعات الفاعلة في التأريخ، والذي أغفله المؤرخون وما أشاروا للسلامة العقلية للرجل الأول في دول الأمة وإمبراطورياتها عبر مسيرتها. وذلك لأن الخوف الشديد، ودستور السمع والطاعة، وإضفاء القدسية والتبجيل الأعظم على الحاكم أو السلطان، يمنع النظر إليه بعين أخرى.

فكم من الخلفاء والسلاطين والحكام، أودت بهم لوثاتهم العقلية إلى مصير مشؤوم وأصاب مجتمعاتهم بسوء.

وفي عصرنا شواهد على ما أصاب الرؤوساء والحكام  من إضطرابات وتدهور في قدراتهم العقلية، بعض المجتمعات لديها القدرة على تنحيتهم، أو منعهم من تواصل الحكم.

وعندنا ما أن يجلس الشخص على الكرسي الأول، حتى يصبح منزها ومعبرا عن إرادة الرب، وما ينطق عن الهوى، ولا بد من تنفيذ ما يقوله،  فهو الآمر والناهي، وعلى الجميع الإمتثال لأمره.

وعندما تكون السلطة دينية، فالشخص الذي يتقلدها يكتسب صفات تمنع المساءلة والتقييم، ويُحسب أنه العالم العليم، والقائل بالدين القويم، وكأنه ليس من بني البشر، ولم يبلغ من العمر عتيا، بل لا يزال في كامل قواه العقلية، وهذه فرية فظيعة لا تتوافق مع الواقع الفسيولوجي والبايولوجي للبشر، الذي يتآكل دماغه مع تقدم العمر.

فهل يصح في الأفهام أن لا ننظر بعين الريبة، لما يبدو من أدعياء الدين الذين أكلت أدمغتهم السنون؟!!

"ومنهم من يُرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا"

***             

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم