أقلام حرة

صادق السامرائي: إحترموا الوطن!!

الواقع القائم يشير إلى عدم إحترام الوطن، والأنظمة التي لا تحترم أوطانها تهون وتتمرغ بالذل والتبعية والخنوع، وتفقد سيادتها وتكون عالة على أولياء أمرها، الذين تستمد قوتها منهم.

وبعض علامات عدم إحترام الوطن تتلخص بما يلي:

أولا: إهمال النخلة

النخلة عانت الكثير من الشدائد منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وبلغت ذروة العدوان عليها أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، وكم من بساتينها تم تجريفها، وكم أقتلع منها دون أي رأفة أو تفكير.

ثانيا: العدوان على النهر

النهران دجلة والفرات وروافدهما ، أصابهما الإهمال الشديد، وتحولا إلى مكب لمياه الصرف الصحي، وتقبّحت ضفافهما، وتقلصت الملاحة في مياههما.

ثالثا: كراهية الأرض

رغم خصوبة أراضينا، لكنها أصبحت ذات ملوحة عالية، لأن الزراعة ما عادت ذات قيمة، ولابد من التمتع بالمدنية المزيفة، التي أخرجتنا من التفاعلات الضرورية لوجودنا المعافى السليم.

رابعا: الآثار

بلد يمتلك أقدم وأنفس الآثار الحضارية، ولا توجد فيه نشاطات سياحية نافعة للمجتمع، بل أن قيمة الآثار ضاعت وصارت المتاجرة بها حرفة مربحة.

خامسا: البيئة

البيئة بمكوناتها لا تخضع لتنظيم وقوانين تحميها من السلوكيات البشرية الطائشة، ولهذا فقدت بيئتنا الكثير من خواصها وملامحها المميزة.

سادسا: الصحراء

الصحراء ثروة متنوعة الموارد، من العناصر النادرة إلى ما تحويه من فرص إستثمارية لمشاريع عديدة، ونحن نتبرم منها ونحسبها غير ذلك ونعاديها، وما عرفنا كيف نستفيد منها ونحولها لمصدر قوة ورفاه.

سابعا: الشمس

منطقتنا مشمسة، وعلينا أن نتعلم مهارات تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقات كهربائية وغيرها، فلدينا مصادر غنية للطاقة، وهي منطلق الحضارة ومادتها.

ثامنا: الإنسان

قيمة الإنسان تتناسب طرديا مع قيمة الوطن، وعندما يغيب الإنسان ويتحول إلى رقم، وتصادر حقوقه ويفقد الأمن، ويتدثر بالقهر والحرمان، فاقرأ السلام على الوطن.

تاسعا: الزراعة

الزراعة عماد الإقتصاد وأس القوة، فالشعوب التي لا تقدر على إطعام نفسها تتحول إلى عالة، وتفقد قدرات التفاعل الإيجابي مع الحياة، وتنتشر فيها الصراعات البينية الإلهائية.

عاشرا: الصناعة

الوطن الذي لا يصنع يُصرَع، وتدوسه سنابك الدول الصناعية وتنتهك سيادته، وإهمال الصناعة عدوان على الوطن وتدمير لذاته وموضوعه.

حادي عشر: النفط

نعمة وطنية وفيرة تحولت إلى نقمة خطيرة، تبدد فيما يضر ولا ينفع، وتسببت بتفاعلات خسرانية مريرة، توجها الفساد المطلق والإغتنام المنفلت المشاع.

هذه بعض العوامل التي يجب النظر إليها بإخلاص، للتعبير عن إحترام الوطن والحفاظ على عزته وكرامته، وتأمين سيادته ورفعته، وبدونها يتحول إلى زنزانة ضياع.

و" حب الوطن من الإيمان"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم