أقلام حرة

صادق السامرائي: الدولة الدكان!!

دكان: حانوت، متجر

الدول النفطية يمكن تشبيهها بالدكان، فبضاعتها النفط، وما تجنيه منه تحاول أن تستخدمه لتحقيق رغبات الذين حسبوا النفط غنيمتهم، وأبناء البلاد لا حق لهم بثروات أرضهم، فهم أيضا غنائم في عرف المتسلطين عليهم بثروات النفط التي تتوارد إليهم كالسيل العرمرم.

دكان متخوم، وشعب محروم، وأصحاب الدكاكين النفطية عوائل وأنظمة حكم وأحزاب، وكانهم يحكمون آبار نفط، ولا يعنيهم الشعب، بل عليهم أن يقهروه ويذلوه ويبعدوه عن التفكير بالنفط وعائداته.

وأساليبهم معروفة بتوفير الملهيات والصراعات البينية القاضية بتدمير التآلف المجتمعي، وتحويل المواطنين إلى أعداء بعضهم.

الدكاكين الصغيرة تحولت إلى متاجر كبيرة ومولات في زمننا، الذي فيه إستحوذت فئات معدودة على ثروات البلاد والعباد، وصارت تتكرم عليهم بالفتات.

من أعطى القلة صلاحيات سرقة ثروات الشعب؟

هل توجد دولة في الدنيا لديها ثروات محتكرة من قبل بضعة أفراد أو عوائل؟

واقع منطقتنا يؤكد إنحرافات إنسانية، وإستحواذات ذات فساد ومفسدة، لا مثيل لها في تأريخ الأمم والشعوب.

والعجيب أن الناس مذعنة، وترضى بالكفاف، وتهتم بما يعوّق مسيرتها ويبدد قدرتها على التقدم والنماء.

إنه الإنكار الفظيع لحقوق الإنسان، والقبض عليه بالحرمان من أبسط الحاجات، ولوي عنق وجوده بإبتكار الصراعات الداخلية، التي تكبل الناس ببعضهم وتذهب بصيرتهم، وتدفعهم لإستلطاف البؤس والتعود على شظف العيش، والذين في الكراسي يبذخون، وينهبون ويسلبون، ويعيشون كالأباطرة، ويصمّدون أموال الشعب في بنوك الآخرين.

فنعمة النفط تحولت إلى نقمة، وأصبح عدو الأجيال المبين، فبه تستعين دول الأمة على بعضها، وتزيد من أجيج العداء والتلاحي والإنحطاط.

والكراسي ألعوبة عند أسيادها الذين منحوها وكالة السلطة والفساد.

فدام الفقر، وتأسد الأغنياء، فالعيش غاب، ولينتشر الشقاء!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم