أقلام حرة

فارس حامد: الهمجية والنقد والحريات العامة

من المعروف أن الرأي وحرية التعبير والنقد لا يتقبلها إلا العقل الواعي المعزز بثقافة عالية وروح رياضية طيبة، اما الشخص الهمجي الغارق في البداوة فلا يمكن له حتى تقبل النصيحة ناهيك عن تقبل النقد، لذلك قالت الحكماء:

لا تنصح جاهلا لانه سيعاديك بل انصح حكيما فانه سيقدر لك ذلك

وهذه ازمة راح ضحيتها الالاف من شهداء القلم والإعلام في الدول الدكتاتورية الدموية وعاني منها العراقيون بعد سقوط الملكية ايما معاناة.

ومن طريف مايذكر ان المجلات والصحف اللبنانية كانت تنشر كاريكاتور صباحي ينتقد الرئيس وأركان وزارته ومسؤولي الدولة حتى جاء رئيس وزراء عصبي المزاج يرعد ويزبد عن قراءة تلك الانتقادات فنصحه المستشارين ان يأتي لمقر رئاسة الوزراء قبل الدوام بساعة ليقرأ الصحف ويستشيط غضباً  وحتى يحل موعد الدوام سوف يكون قد هدأ ومن ثم يعدل عن تبليغ الأجهزة الامنية عن ملاحقة الصحفيين ورسامي الكاركاتير او المطالبة بإغلاق الصحف …ونجحت الخطة.

ويرى المختصون في مجال الحقوق والحريات انها في الواقع تقسم إلى قمسين رئيسيين هما المساواة المدنية والحرية:

المساواة أمام القانون

المساواة أمام القضاء

المساواة في تولي الوظائف العامة

المساواة في الضرائب

أما الحرية الفردية فهي تشمل

الحرية الشخصية

حرية التملك

حرية السكن وصمان حرمته

حرية العمل والتجارة والصناعة

حرية العقيدة والديانة

حرية الاجتماع

حرية الصحافة وإبداء الرأي وتوجيه النقد للمصلحة العامة،

حرية تكوين الجمعيات

حرية التعليم

ويلاحظ إن بعض الحريات لها مضمون مادي ومعنوي في آن واحد مثل حق الأمن.

***

فارس حامد عبد الكريم

في المثقف اليوم