أقلام حرة

صادق السامرائي: المعتصم وقطز!!

تتداول مدونات التأريخ الغيرة المعتصمية التي إنطلقت من مدينة (سر مَن رأى) آنذاك، وخلاصتها أن إمرأة إستنجدت بالمعتصم بقولها "وامعتصماه"، فما أن ورده الخبر وكان يشرب من قدح فتوقف وقال: " سأتم شرابه بعد الأخذ بثأر المرأة"!!

وسار بجيش جرار وفتح عمورية (223)هجرية، التي خلد وقعتها الشاعر أبو تمام بقصيدته التي مطلعها " السيف أصدق أنباءً من الكتب..." والقصيدة معروفة.

وما أغفله المؤرخون أنه أثناء عودته تآمر عليه إبن المأمون "محمد"، ودبر مكيدة لقتله وتولي الخلافة  مكانه، لأنه يرى بأنه الأحق بها منه، وتعاون معه بعض القادة، لكن أمرهم إنكشف، وإستطاع المعتصم أن يقضي عليهم جميعا ويمحق ذرية أخيه المأمون.

 وصارت الخلافة  العباسية إلى نهايتها من ذريته.

ومات المعتصم (179 – 227) هجرية في سامراء ودفن فيها، وخلافته (218 – 227)..

وعندما سقطت الخلافة العباسية (1258) على يد هولاكو، إستطاع السلطان المملوكي قطز (657 - 658) أن يهزم جيوش هولاكو في معركة عين جالوت (25 رمضان 658)، (3\9\1260)، وفي أثناء عودته تآمر عليه قادته وقتلوه وصار نسيا منسيا.

وهاتان الحادثتان تستحقان الدراسة والتحليل  والبحث العميق، لفهم آليات التفاعل مع النصر.

فهل أن الأمة فيها نزعات إجهاضية لإنتصاراتها، ولابد لها أن تختمها بمأساة؟

لا يمكن الجزم بذلك، لكن الأحداث تكررت ولا تزال تمارسها!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم