أقلام حرة

صادق السامرائي: أمة بلا فكر!!

الواقع المرعب أن الأمة بلا فكر، والذين يسمون أنفسهم بالمفكرين، لا يفكرون، ومعظمهم متقوقع في نرجسيته وأنانيته، وصومعته المتعالية على كل شيئ، ففشلوا بالتواصل مع المواطن في مجتمعات الأمة المنكوبة بهم.

فهل يعقل أن أمة فيها الأعداد الهائلة من المفكرين والنخب المثقفة العارفة، وأحوالها في تقهقر وخسران وإضطراب مهين.

لابد من وقفة جريئة ويقظة صارخة!!

قد يعترض مَن يعترض على ما تقدم، ولا يستطيع أن يفند المطروح بالأدلة والبراهين، لأن الواقع سيدمغه.

ويمكن القول بثقة أن العيب في نخب الأمة ومفكريها، أما الذين يتحدثون عن الفلسفة والفلاسفة، فهم في عوالم فوقية لا تمت بصلة لواقع مأزوم.

ما يكتبه المفكرون والمثقفون لا يجد مَن يقرأه سوى بصعة أشخاص من النخب، أما عامة الناس فلا قدرة لديها للتفاعل مع المنشور في المواقع والصحف، ولا حتى متابعته في التلفاز أو الإذاعة، فهي منهمكة بموضوعات أخرى حرمانية المواصفات، وتهيمن على وعيها أدوات التواصل والتفاعل السريعة التي طغت على البشرية.

إنجازات المفكرين أقوال وحسب، ونظريات لا يمكن العمل بموجبها، لعاهة متوارثة خلاصتها العجز عن تحويل النظرية إلى مشروع فاعل في الحياة، ولهذا فشلت النظريات العقائدية بأنواعها، كالقومية والمؤدينة، فالمهم أن نأتي بنظرية على مقاسات فهمنا الفردي المحدود، فالقول إنجازنا، والعمل ليس من طبعنا.

وما أروعنا عندما نتكلم ونطلق الأشعار والخطابات المخادعة، لكي نرضي ما فينا من الحاجات الدفينة، ولا يعنينا ما يدور حولنا، فلا نمتلك قدرات إدارة الحياة المعاصرة، ويدفعنا مفكرونا ومثقفونا إلى التقهقر والإندحار في الغابرات.

وأوهمونا بأن ما مضى مقدس وبعيد المنال، وكأن أجدادنا ليسوا بشرا مثلنا، وهذه فرية فاعلة فينا ويتحمل مسؤوليتها أصحاب الأقلام جميعا!!

"وكم من عائب قولا صحيحا...وآفته من الفهم السقيم"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم