أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (69): جاري البحث عن المدعو "جيش الشعب"
منذ قيام دولة الاحتلال والطابع القائم للجيش هو المعروف "بجيش الشعب". حيث أن القانون يفرض التجنيد الإلزامي بهدف صهر الشعب اليهودي في بوتقة ما تسمى "إسرائيل " ضمن رؤيا تقول بأن "كل الشعب جيش". لكن هل ما زالت هذه المقولة قائمة اليوم؟
والجواب هو أن تلك المقولة لم يعد لها وجود سوى في وعي قادة دولة الاحتلال لأن غالبية مواطني هذه الدولة لا تخدم في الجيش. فاليوم هنالك تآكل فيه بسبب تراجع وانخفاض معدلات أبناء وبنات الشبيبة في صفوف هذا الجيش ورفضهم الخدمة فيه لعوامل مختلفة منها تعميق التمايز داخل الجيش وتقسيمه إلى ما يمكن تسميته"أربعة جيوش" ما أحدث صدوعا في صورة جيش الشعب وهالته. وهناك قيمة المساواة التي تتعرض للتآكل ليس فقط بين المتجندين وغير المتجندين إنما أيضا داخل تشكيلات المتجندين نفسها وتآكل قيمة مثل المساواة في الخدمة العسكرية للسبب الذي ذكرناه ويتسم بها هذا الجيش المقسم إلى أربعة جيوش.
كما أن الدور السيء الذي يؤديه الجيش كشرطي في الأراضي الفلسطينية أدى إلى اهتزاز مكانته في سلّم القيم.
وقد كانت الصدمة حينما قام هذا الجيش والذي يعتمد على جنود الاحتياط باستدعاء عشرات الآلاف فكان أن رفض عدد منهم التجنيد في غزة.
وكان قد أعلن عشرات الطلاب الذين من المفترض أن يكونوا في طريقهم للتجنيد ليس فقط بسبب الإصلاح القضائي الذي يقترحه بنيامين نتنياهو إنما لأسباب إضافية منها رفض العدوان على غزة لأسباب ضميرية.
وقد قال "تامير هايمن" القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية على إثر الإصلاح القضائي الذي أوصى به نتنياهو "نحن في أيام مصيرية بالنسبة للمجتمع"الإسرائيلي" وايضا لمستقبل الجيش كجيش الشعب" وحذر قائلا "أن الجيش معرض لخطر جسيم وملموس من التفكيك".
وها هو "تال فيتنيك" البالغ من العمر ١٨ عاما من "تل أبيب" يرفض الخدمة لأنه لا يريد أن يشارك في استمرار دائرة سفك الدماء في غزة.
أما "صوفيا أور" والبالغة من العمر أيضا ١٨ عاما ترفض المشاركة في الحرب على غزة لأسباب أخلاقية، حيث قالت " فأنا أرفض المشاركة في سياسة القمع والفصل العنصري العنيفة التي تمارسها"إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني وعلى الأخص الآن في غزة".
وهناك من رفض التجنيد في الحرب على غزة بسبب الخوف والرعب من المواجهة والوقوف أمام المقاومة الفلسطينية الشرسة.
فهل هذه بداية انهيار الجيش الذي لا يهزم؟ وهل سيعلن بنيامين نتنياهو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها عن جائزة لمن يعثر على جيش شعبه؟
***
بديعة النعيمي