أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (60): سياسة فاشلة
بعد دخول الحرب على غزة شهرها الخامس ٢٠٢٣_٢٠٢٤، واستخدمت دولة الاحتلال خلالها كافة الوسائل والأساليب البشعة من تدمير شامل للبنى التحتية وارتكاب المجازر على مدار الساعة والولغ في دماء الابرياء وغير ذلك من حصار وسياسات حقيرة كالتجويع وإجبار المدنيين على الارتحال من منطقة إلى أخرى داخل القطاع وملاحقتهم بصواريخهم، واعتقال وتنكيل وارتكاب كل ما لم يرتكب على مرّ التاريخ البشري من فظائع وفضائح. هل نجحت سياسية دولة الاحتلال بعد كل ما ارتُكب في ردع المقاومة الفلسطينية عن مقاومتها؟ وهل نجحت هذه الدولة الدموية بإقناع أهل غزة أن ما تقوم به المقاومة ضد هذه الدولة لا يخدم أهدافهم كشعب فلسطيني أو يضر في تحقيق مطالبهم؟
الإجابة ببساطة كانت، لا، بل لقد رأيناهم وقد زادت قناعتهم بمقاومتهم التي تُركت وحيدة تجابه دول تعتبر نفسها عظمى، بحضارتها وأسلحتها المتطورة ،هذه المقومات التي صنعتها بنفط بلادنا. غير أن المقاومة كسرت جبروتها ومرغت أنفها بالوحل. ويا ليت دولنا المطبعة تخلت عنهم وحسب، إذن لقلنا عنهم مساكين وأضعف من أن يتحركوا بخطاباتهم ،لكن المصيبة هي أنهم شاركوا تلك الدول بخطيئتهم ضد غزة وأبريائها وغزة تليوم تبصق في وجوههم جميعا مع كل قطرة دم تنزل من شهيد.
وبما أن هذه الدولة فشلت في ردع المقاومة عن مقاومتهم وعن إقناع أهل غزة بعقّ مقاومتهم ،ولجأت إلى الطابور الخامس الذي رأينا حفنة من أفراده تندد بالمقاومة وتنادي بإسقاطها فقد ثبت بأنها ليست أكثر من سياسة فاشلة أضيفت إلى سياسات كثيرة سقطت في وحل كذبها وتزييف الحقائق.
غزة التي أفقدت جيش الاحتلال مكانته وخلعت عنه أسطورة التنين الذي لا يهزم، من خلال ما تناقلته مصادر عبرية عن رافضي الخدمة العسكرية والعودة إلى غزة من جيش الاحتياط بعد أن أوقعت المقاومة الرعب في قلوبهم وكانت لهم ذلك اللغم الجاهز دائما للانفجار في وجوههم. فها هو الاحتياط من لواء جفعاتي يرفض العودة لاستكمال المشاركة في الحرب على غزة بحجة معاناتهم من أوضاع نفسية وجسدية صعبة. ناهيك عن الخسائر الأخرى التي كنت قد تطرقت إليها في مقالات سابقة.
فلماذا لا تعترف دولة الاحتلال وحكومتها المتمثلة ببنيامين نتنياهو لم يعودوا قادرين على حسم هذه الحرب؟ وأن جيشه ما بين كسيح أو مضطرب نفسيا أو جثة هامدة، مقابل القدرة لدى المقاوم الفلسطيني على تحمل المعاناة ، فلا دبابة ولا طائرة أو أي سلاح آخر يثنيه عن تقديم روحه في سبيل دينه ووطنه.
فعن أي انتصارات يتحدث نتنياهو وتكلفة الاحتلال باهظة جدا وترتفع مع ارتفاع حدّة صمود المقاومة والشعب داخل قطاع غزة؟.
***
بديعة النعيمي