أقلام حرة
عبد العزيز قريش: المحرقة الفلسطينية بتوقيع يد الكيان الصهيوني
المحرقة الفلسطينية بتوقيع يد الكيان الصهيوني النازي الفاشي الداعشي وترسانة الأسلحة الأوربية والأمريكية.
الكيان الصهيوني النازي الفاشي الداعشي يتعاطى مع دول العالم وشعوبه بفوقية متعالية متعجرفة، لا ترى سوى ذاتها المتضخمة حد بالونات المناطيد، في مقابل رؤيتها للآخر دولة أو شعبا كان قزما بما فيها إمبراطورية الشر العالمي المطلق أمريكا الهمجية وشعبها المسالم. فهي تفوقت على هذا العالم ببكائيتها المزعومة " المحرقة " و" مظلوميتها ". التي سيطرت بها على العقل الغربي الفردي والجمعي، وعلى عاطفته. فغدت تحاكم خلق الله باسم المحرقة بدعوى المعاداة للسامية، وكأن الله حين خلق البشر لم يكن عز وجل عادلا ـ تعالى سبحانه علوا كبير عن هذا ـ فميز هؤلاء الهمج الخمج بالسمو والارتقاء درجة أو درجات عن باقي البشر! دون أن يجعل البشر كل البشر بالمبدأ سواسية في الإنسانية والحقوق. فكرمهم دون البشر بخصيصة الإنسانية والبشرية، وجعلهم المرتبة العليا في سلم الوجود. وهذا بهتان في حقه جل وعلا بدون دليل موضوعي أو مادي؛ خاصة وأننا نجد في مسلكياتهم وبشرية ما ينفي بالمطلق هذه السامية المزعومة، الت سلطت على رقاب العالمين. فالإنسان الغربي يتحكم فيه الصهيوني النازي الفاشي الداعشي في بلاده من الكيان المغتصب، برميه في السجن باسم العداء للسامية، ويتحكم في رقبته بسيف وهمي ما له من الوجود سوى ظاهرة انعزالية منتقاة بعناية، ضخمت وركب حولها هالة كبرى من المزاعم والأكاذيب عشعشت في العقول المريضة والنفوس المهزومة خاصة منها تلك الرسمية الغربية التي تحتضن بدون تفكير أو تساؤل أو نقد تلك الأسطورة والخرافة المزعومة.
فهذا الكيان النازي الفاشي الداعشي ينطلق في تعامله مع الغرب من هذه الخرافة مستفزا الدول والشعوب، وما المأساة التي يعيشها الإنسان الغربي العادي من الزيادات الضخمة في الضرائب بسبب المنح التي تتقاطر من حكوماتهم على هذا الكيان البربري إلا دليل على تحكم هذا الكيان الحقير في حكوماتهم، وهو كيان في الأصل يقتات على اقتصاديات هذه الدول المهزومة بالأصل. فهو قائم بهم ومستمر بهم، يتكئ عليهم في كل شيء. ومن يتكلم أو يرفع الصوت منددا أو مستنكرا يزج به في السجن! لا لشيء وإنما لمطالبته بالحرية والاستقلالية عن خرافة وأسطورة " المحرقة، المعاداة للسامية". فكم من دولة وسمها بأبشع السمات والأوصاف، وحقرها وحقر صحفييها فضلا عن حكامها وناسها، وتم رغم حقارته ودونيته الاعتذار منه، وكأنه هو الذي يغدق عليهم بنعيمه الجزيل، ويعمهم برفاهيته! لكن اختارت دول الغرب لنفسها ولمواطنيها الذل والهوان؛ فتعيشه يوميا آلاف المرات، وتحيا في رحابه على استمرار وبأعلى درجاته كما وكثافة. فهو كيان بربري يهاجم المنظمات الدولية بأقسى العبارات والأوصاف والأفعال معتمدا على أمه الحنونة الخرفة أمريكا الهمجية الساقطة أخلاقيا وإنسانيا وحضاريا، من تعلمه الصلافة والحقارة. فهو دون هذا اللص العالمي والمجرم الدولي يساوي وجوديا الصفر، لا يقوى على الوجود بذاته، فهو ذات موجودة بذات الآخر.
هذا الكيان البربري جاء السابع من أكتوبر 2023 ليعري عن سوءته العارية أصلا، وأسقط عنه تلك الأوراق الذابلة الحكائية البكائية التي نسجها حول نفسه، يستجدي العطف العالمي بخلق الأكاذيب والشائعات. وبطبيعة حال حاضنيه الغربيين الذين هم من طينته أن يصدقوه ويتباكون عنه. فادعى وزعم الكثير من السرديات الوهمية من قتل الأطفال وذبحهم واغتصاب النساء، والهجوم على الحفل ... والكثير من الأكاذيب التي ما لبثت أن نفاها بنفسه لما عرت عليه المقاومة الفلسطينية بالحجج والدلائل والوقائع المادية والميدانية والموضوعية. ورغم ذلك مازال يروج لهذه الأسطوانة المشروخة، التي قاد بسببها إبادة جماعية للفلسطيني في غزة العزة، حارقا كل شيء ومهدما كل شيء؛ فأبان عما في ذاته من نازية وفاشية وداعية تخرجه عن صنف البشر والإنسان إلى درك الحيوانية القاتلة ـ وهنا أعتذر من الحيوان لطبيعته الربانية التي تمتلك صفات لا يمتلكها هذا النازي الفاشي الداعشي من قبيل الوفاء والعزف عن الاستمرار في القتل عند الشبع والوفاء للزوج ... ـ ما جعل العين العالمية تنقل جرائمه الحربية بالصوت والصورة وبشاعتها؛ فغيرت العقول والقلوب وبدلتها ووجهتها نحو السردية الحقيقية، وهي نازية وفاشية وداعشية هذا الكيان المغتصب الذي يرتكب أبشع جرائم الحرب والإنسانية التي لا يمكن لأي إنسان يملك ذرة من روح الإنسانية والبشرية أن يقبل بالإبادة الجماعية للإنسان الفلسطيني، وبالأرض المحروقة والبنايات المهدمة على رؤوس أصحابها شيوخا ونساء وأطفالا وشبانا. ناس عاديين كانوا أو أطباء أو صحفيين أو مسعفين أو أساتذة وأكاديميين أو عمال ومستخدمين أو مفكرين ومثقفين وشعراء وفنانين.. الإبادة تشمل الجميع دون استثناء تحت وسمهم "بالحيوانات"، والصهيوني النازي الفاشي الداعشي هو الحيوان الأكبر بمنطوق أفعاله.
هؤلاء التتار والمغول الجدد أبانوا بالدليل والحجة عن حيوانيتهم وهمجيتهم وعنصريتهم، بمجموع الشهداء والجرحى والمفقودين، وبمجموع المباني المهدمة والبنية التحتية المحروقة، وبالتجويع والحصار... وكل الجرائم التي يستحي أن يرتكبها أكبر عات في العالم؛ لكن هي طبيعة هذه الطينة من البشر (السامي) الذي لا يملك من السمو سوى الوهم والكذب. الصفة الوحشية والفعل البربري العنصري الذي دفع بجنوب إفريقيا دون العرب والمسلمين أن يرفع شكوى ودعوى الإبادة الجماعية ضدها لدى المحكمة الدولية، التي أصدرت قرارها وحكمها في القضية بإدانة هذا الكيان النازي الفاشي الداعشي؛ الذي وصفها بمعاداة السامية. ونسي هذا المجرم إن كانت ـ افتراضا ـ المحكمة تعادي السامية؛ فهو يعادي الإنسانية والبشرية جمعاء. والأولى به أن نحاربه ونقاتل حتى نزيله من فلسطين، بل من البسيطة كلها. فهو ألذ خصوم الإنسانية والحضارة والوجود، وحري به أن يمحى من الوجود. فهو مدان بالإبادة الجماعية من دول العالم والشعوب والمنظمات الدولية، لم يعد له حق زعم " المحرقة " لأن محرقته في حق الفلسطينيين أشد وأنكى مما فعله هتلر بهم. وقد كان هتلر على صواب وحق حين أباد بعضهم وهم قلة. حبذا لو أبادهم كلهم لما عانت البشرية والإنسانية والعالم من إجرامهم ووحشيتهم وهمجيتهم. من لم يستشهد بقنابلهم زج في السجن سواء في فلسطين أو الغرب بمزاعم المحرقة والمعاداة للسامية، وأي سامية؟ هي دونية بمنطوق إجرامها ونذالتها وحقارتها.
أستغرب من رسميي الدول الغربية من تبعيتهم المطلقة لأبيهم الأمريكي الهمجي وأمهم الصهيونية البربري، دون تحكيم لعقل أو منظومة أخلاق وقيم إنسانية، أو استحضار أحاسيس ومشاعر إنسانية، كأنهم خشب مسندة. أولى بها النار والبنزين والزيت وعود الثقاب. فهم ينظرون علينا بقيمهم الديمقراطية وبحقوق الإنسان وبمحافل المنظمات الدولية، لكنهم سقطوا سقوطا حرا إلى أسفل السافلين، وتعروا أمام أحرار العالم، ولم يعد لهم المبرر لينظروا علينا فيما كانوا ينظرون؛ فالسقوط لم ترك لهم حتى ماء الوجه الذي يحفظ لهم كرامتهم. فهم لا قيمة لهم إنسانية أو أخلاقية أو حقوقية وثقافية واجتماعية في ميزان الوجود الإنساني. يجب على الإنسانية أن تنبذهم بالمطلق خاصة نحن العرب والمسلمين، فلا حجة لنا بالتغني بقيمهم العالمية المزعومة لأنها كذب في كذب، ووهم كبير غير قابل للتصريف والصرف في حياتنا الفردية والجمعية على مختلف مستوياتها. فالشرف الإنساني لا يقبل بازدواجية اللغة والمعايير فضلا تعدد الأقنعة والوجوه. فالمريض منا عقليا ونفسيا هو الذي يستمر بالإيمان فيما يزعم الغرب من قيم وأخلاق وحقوق وثقافة وفكر محايد. فالحياد نزعه عنه السابع من أكتوبر 2023.
في ظل هذا الإجرام الحربي القائم بأيد الصهاينة النازيين الفاشيين الداعشيين في فلسطين العزيزة، المحتضن من الغرب وأمه الهمجية أمريكا بترسانة أسلحته الفتاكة؛ لابد لنا من إعلان المحرقة الفلسطينية بين العالمين شعوبا وأفرادا، فاليوم لم تعد محرقة الصهاينة قائمة لوحدها، بل انضمت إليها من هي أشد ألما وتنكيلا وإجراما منها، وهي المحرقة الفلسطينية. وأمام هذه المحرقة لا يبقى لنا سوى الاحتماء برب العالمين والاعتماد على نفسنا وأسلحتنا ومجاهدينا ومحورنا المقاومة، وصمود شعوبنا وعلى رأسها غزة العزة والضفة و48، وطلب النصر والعون منه تعالى دون غيره من خلقه، خاصة من أولئك المهزومين أصلا من العرب والمسلمين، المارقين من الدين والإنسانية والأخلاق والقيم النبيلة. فهمها طال الظلم فإلى زوال بمنطوق رب العالمين: (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
***
عبد العزيز قريش