أقلام حرة
علي حسين: أجمل أكاذيب الموازنة
كالعادة، صباح كل يوم أبحث في الفيسبوك عن الجديد من الأخبار وأتابع الصفحات المتميزة لبعض الأساتذة ومنهم أستاذ الاقتصاد الدكتور عماد عبد اللطيف سالم، ووجدته في اليومين الأخيرين مهموماً بأحوال الموازنة التي يتعارك عليها النواب في برلماننا العتيد الذي يطالب فيه بعض النواب بمنع المواطنين من رؤيتهم بالعين المجردة، فالسيارات المضللة وحدها التي تحمي النائب من عين الحسود.
أعود للأستاذ عماد الذي نشر في صفحته تخصيصات الموازنة للوزارات للعام 2023، فماذا وجدنا ياسادة؟، إن ديوان الوقف السني ومعه شقيقه الوقف الشيعي خصصت لهما موازنات أكثر من موازنة وزارة الزراعة، وأن الدولة أرادت أن تكافئ الوقف السني بعد فضائح الفساد فعينت على ملاكه 14 ألف موظف عام 2023 ، بينما عينت لوزارة الإعمار والإسكان والبلديات ثلاثة آلاف موظف لاغير .
في هذه الزاوية المتواضعىة ما زلت أُكرر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسى باسم الطائفة أحياناً، وباسم الاستحقاق الانتخابي أحياناً أخرى كثيرة، وباسم الانتهازية التي تجعل فريقاً سياسياً ينسى أن المعركة معركة إنقاذ العراق من وباء قاتل، وليست معركة من أحق بالكرسي.
دائماً ما أُكرر عليكم حكاية الكتب، لأنها أفضل وأغنى الحكايات عن الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب البريطاني النحيل "إيزايا برلين" عن نسيج الفساد الذي يحاول البعض أن يلف به الأوطان..ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية عن "القناع الثعلبي"؟ هذا القناع، هو أحد اختراعات القوى السياسية الفاسدة فهي تخلقه ومن ثم تعززه.
يقول برلين: "الفاسد أبعد ما يكون عن روح المواطنة، إنه لا يعرف إلا طريقاً واحداً هو طريقه، يتوهم أنه وحده الذكي، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه". ويضيف في مكان آخر من كتابه "نسيج الإنسان الفاسد": "الإنسان الفاسد يرتكب أعظم الآثام، ثم يكررها مرات كثيرة. لأنه في نهاية المطاف لا يريد أن يصنع شيئاً مستقيماً أبداً".
في كل مناسبة يُطل فيها أحد المسؤولين على العراقيين، سواء عبر خطاب أو بيان، نجده حريصاً على أن يعد الناس وعوداً لبناء مجتمع سليم ومتطور، ولكنه في الخفاء ينسج لمجتمع الفساد، ففي خبر جديد يعد بمثابة "معجزة" نعرف ان التخصيصات التي وضعت في الميزانية للوقف الشيعي ومعه الوقف السني تتجاوز تخصيصات وزارة الصناعة . اما وزارة الثقافة فهي خارج الحسابات ، فمن يحتاج للثقافة في بلد الخطب والشعارات .
هل تريدون خبراً آخر؟، تفضلوا: العراق في ذيل قائمة الرفاه الاجتماعي حيث ياتي العراق في الترتيب 115 بحصّة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي .
هذا خبر مدهش حقاً، يضاف الى خبر الاوقاف التي بدلا من أن تصرف أموالها في مساعدة العراقيين، نجد الشيوخ الأفاضل يصرفونها على مقاولات وهمية!
***
علي حسين