أقلام ثقافية
ثامر الحاج امين: محبة بين شاعرين

على الرغم من العلاقات المتشابكة والمعقدة التي تسود مجتمع الأدباء والمثقفين بشكل عام، الا ان ذلك لم يمنع من وجود علاقات هادئة وطيبة بينهم مبنية على الاحترام المتبادل والتقدير لبعضهم البعض بعيدة عن التوتر والخلافات الفكرية والتنافس غير المشروع وقد تجسد ذلك في قيام بعض الادباء بكتابة الآراء الايجابية بحق زميله الذي يكتب في نفس المجال وتناول تجارب بعضهم البعض بالنقد البناء البعيد عن الغيرة او محاولة التقليل من شأن تجربته انما على العكس كانت هذه الكتابات تحمل في طياتها الكثير من الصدق والمشاعر الطيبة بحق الاخر حيث جاءت تعكس بوضوح صدق النوايا وجمال الاحساس والرقي في المشاعر.
احتفظ بوثيقة محبة بين شاعرين مهمين يدلي فيها الشاعر " كزار حنتوش " رأيه بالشاعر الشعبي " صاحب الضويري " تكشف المشاعر الدفينة التي يكنها الشاعر حنتوش لصديقه والتي تمثل انسانيته ونبله وصفاء قلبه تجاه صديقه الضويري.. يقول فيها:
(صاحب الضويري) الشاعر الذي أورثنا العصافير والطيب، المعجون بحنّاء عروس من سومر.. الذي يتكلم عصافيراً.. ومن تحت خطاه ينبت القرنفل، هذا الشاعر الصافي مثل بحيرة في الفردوس، هذا المضيء كصباحات آذار ( لن يصفو عليه الماء ابداً.. معتكرا ابدا، سيظل كبحيرة تمساح جائع ).كانت مصائبه كحلا للعاشقات.. وهواجسه نايات.. ومن هنا فأنه كان سفيرا للشعر فوق العادة لدى بلاط جده جلجامش.. وكانت الديوانية هذه المدينة التي أراقت عليه من الدمع ما يكفي لملء بحيرة قزوين.. الديوانية أمرت عشاقها وسكيريها ومتشرديها وشعراءها بأن يقيموا في القلوب نصبا تذكاريا للألم والأمل والشعر مجسدة بذلك خواص شاعرها الفريد من نوعه صاحب الضويري، وكان لإقدام الشعراء والفنانين من الشباب على تبني طبع مجموعته الشعرية كانت لهم قبلا خطوات ناجحة في هذا المجال، كان لإقدامهم ذاك طعم البرحي ورائحة الشاي الديواني الأحمر، ولولا جهدهم الخير هذا لضاع كل شيء ولكان هذا الناي وهذه الربابة قد ضاعا الى الأبد.
أما انت يا بن الديوانية الشرعي، أيها الأمير البعيد، نم في قبرك مرتاحا.. فالدنيا في خير، فلا تردد في الجنة:
للنايبات خيولهه مرسنّه
وللموج يبني مشرّعات السفن
ظلينه نلعب ما رجع حِلنّه
الناس ملسه جعابها شما نسن
***
ثامر الحاج امين