أقلام ثقافية
حسين صقور: "عزلة وفن" معرض التشكيلي لعامر مغربي

افتتح معرض الفنان عامر مغربي في صالة الشعب بعنوان (عزلة وفن). 2025-05-12.. يذكر انه المعرض الفردي الأول بعد تفعيل تشاطات الاتحاد في صالة الشعب من خلال سعي فيه الكثير من الحنكة والترو لرئيس الاتحاد د. محمد صبحي السيد يحيى.
أما عن المعرض أقول:
من خلال متابعة الكترونية لما وصلني من صور عن أعمال الفنان اسرد موجز حول تجربته المرحلية الساعية في جزء منها للانعتاق عن جسدها الأكاديمي بحثا عن مفاهيم أخرى للعمل التشكيلي (وأنا أشير هنا لأعماله التعبيرية المشغولة على عجل) رغم أن غالبية الأعمال المشاركة تنتمي للواقعية الأكاديمية عبر بناءها المتين والذي يشير أن اللوحة أخذت حقها الكامل من الوقت حين الإنجاز ولعل هذا الدافع هنا هو حق طبيعي للفنان ضمن موجة التقنيات الساعية لتأكيد فرادتها في وسط مزدحم
لا يساورنا الشك في كم الاتقان والمهارة لدى الفنان المغربي حين مواجهة ذاك النموذج المثالي للطبيعة الصامتة أو الحية سواء كانت نموذج إنساني بورتريه أو زقاق من أزقة دمشق القديمة وأحيائها وسواء كانت تلك المواجهة مباشرة أو كانت صورةً وتصوراً مثالي يلح في ذاكرة الفنان ولعل إتقانه هنا كان دافعه للبحث أكثر حول ماهية الفن والغاية منه إذ سعى لتحميل لوحاته أفكارا استطاعت احتمالها (رغم المطبات التي قد تسببها الفكرة) حين ربطها بعذابات الانسان وتطلعاته لحياة حرة كريمة في ذاك الزمن الصعب
لعل حاجته الملحة لتأكيد موقف انساني اتجاه حدث ما ولد تلك الصورة ولعل إلحاحها كان خادما كما مهارته لتبدو لوحته التي تصور ذلك الانسان المقيد أكثر محاكاة لتلك الفكرة التي يريد أن يشير فيها إلى أننا لم نعد قادرين على فعل شيء.. سوى الانتظار.. سوى التطلع لقادم أكثر رأفة.. يحررنا من أفكارنا.. و يبقى أن نقول: نحن معلقين على حبال الأمل.. فبعد كل عسر يسر.. والأمل دوما يسري في قلب النقوس المؤمنة حين تختبرنا الحياة في زمن الأزمات
تكشف لوحته الحمال عن مهارة في التلخيص ليلوح منها نفس قد يأخذه تقنياً لاتجاهات أكثر تجريداً تفوح من عجينة اللون الممتدة لتختصر وتلخص وتبسط
ويبدو ان تلك اللوحة كان يمكن لها أن تكون المخرج الطبيعي والأكثر سلاسة لتطور لاحق قد يطرأ على لوحته وهو الباحث عن بصمة فريدة له في عالم الفن وربما سيكون لوجود مجموعة بهذا النفس اثرها الايجابي على تجربته بالكامل.. وفي الاتجاه الآخر أقول إن سعي الفنان للوحة تعبيرية ترصد مواقفه الحياتية أوقعه في فخ الاستعجال اذ قدم كروكيات خطية وبالخط الأسود العريض كان يمكن أن يرجئها إلى أن تكتمل تجربته وتنضج لتخرج أكثر فرادة وخصوصية بحيث تحقق الغرض منها وغايتها كلوحة تعبيرية.. فالتعبيرية مرتبطة بتداعيات الذات وبقدرة الفنان على الإمساك بخيط المشاعر والأحاسيس في رعشات الخط وجنونه وفي سطوة اللون وحضوره.. التعبيرية نفق للعبور وأرجو أن يكون معرض الفنان عامر مغربي بداية تمنحه حق العبور لما بعد واقعيته الأكاديمية التعليمية والتعلمية ويكفيه أن معرضه هو أول نشاط فردي تقيمه صالة الشعب في العهد الجديد وكل عام وصالة الشعب والمغربي والجميع في هذا الوطن الغالي سعيد
***
الفينيق حسين صقور