أقلام ثقافية

غريب دوحي: غاليلوفي في المحكمة بين الجبر والاختيار

"ارئ انه لو قتل مائة رجل من رجال القرن السابع عشر في طفولتهم لما وجد العالم الحديث. وغاليلو عميد هؤلاء المائة".. برتراند رسل

غاليلو (1642 - 1564) عالم إيطالي من مؤسسي العلوم الطبيعية الرياضية التجريبية والمادية الميكانيكية، مؤلفه الأساسي (حوار حول منظومتي العالم الرئيسيتين - البطليموسية، والكوبر نيكوسية)
كان الاعتقاد السائد عند الناس حتى عصر الاغريق ان الأرض مسطحة وانها مركز الكون وقد جاءت نظرية العالم الفلكي الاغريقي (بطليموس) مؤيدة لهذه الأفكار فكانت نظريته تقول: ان الأرض ثابته وهي تركز الكون وان الافلال تدور حولها الى ان جاء العالم البولندي (كوبرنيكوس) (1473 - 1542م) فاسقط هذه النظرية وجاء بنظرية تقول: ان الشمس هي المركز الكون وان الكواكب والافلال تدور حولها بما فيها الأرض وقد أصبحت هذه النظرية هي السائدة في العلم الحديث.
إنجازات غاليلو الفلكية ولعلمية
عاش غاليلو في فترة تاريخية مهمه تعتبر نهاية للعصور الوسطى وبأية لعصر النهضة وعصر العلم الحديث، كان غاليلو احد الذين اعتنقوا نظرية (كوبر نبكوس) وكان اول من اخترع التلسكوب ووجهة لمشاهدة الاجرام السماوية وكانت هذ1ه التجربة فريدة في التاريخ فقد مرت على الانسان الاف السنين وهوا لا يرئ السماء الا بعينيه المجردة حيث وجد غاليلو من خلال التلسكوب ما يثير الدهشة والعجب.
بدا غاليلو بدراسة سطح القمر واكد ان سطح القمر مليئ بالارتفاعات والانخفاضات مثل سطح الأرض وقد قدر ارتفاع الجبال على سطحه ثم اخذ يدرس النجوم وقال ان هناك فرقاً بين النجوم الثابتة والمتحركة اما اكتشافه الأهم فهو مشاهدته لأربعة كواكب جديدة اكثر لمعاناً من بقية الكواكب الأخرى حيث اثبت مشاهداته عن طريق التلسكوب ان هذه النجوم هوة كواكب المشتري وثلاثة اجرام سماوية تدور حولة ثم أصبحت أربعة وهي توابع لكوكب المشتري، وبين غاليلو ان الأرض تضيئ مثل بقية الكواكب.
كما كشف عن التشابه بين الأرض والقمر والكواكب وقال انها تتبع نفس القوانين واثبت ان الشمس هي اكثر الاجرام السماوية كمالاً ان هذه الاكتشافات تعتبر ثورة في علم الفلك والفيزياء . ان اهم نتائج اعمال غاليلو هي انه يد بكل جوارحه واكتشافاته نظرية (كوبر نيكوس) وهذا السبب اصطدم بالتفتيش الروحانية والكنيسة واكد ان الكتاب المقدس لم يؤكد نظام مركزية الأرض.
محاكمة غاليلو 1633
اقتيد غاليلو من فلورنا الى روما مكبلاً بالقيود وزج به في السجن وهدد بالتغريب اذا لم يتراجع عن رايه وكانت التهم الموجهة له قولة بكروية الأرض ودورانها وانه بهذا لا يعترف بوجود الله ويخالف الكتاب المقدس وتسمى هذه التهمة بالهرطقة وعقوبتها الإعدام وقف امام المحكمة وقال (اقسم انا غاليلو وانا اركع امامكم واضع امامي الكتاب المقدس، اقسم انني امنت بكل كلمة جاءت في الكتاب المقدس وبكل تعاليم كنيسة روما وقد طلب مني المجمع المقدس ان اتخلى عن الفكرة الخاطئة بان الشمس تقع في المركز ولا تتحرك وبناء على ذلك وبقلب مخلص العن واحتقر هذه الزندقة، واقسم علاوة على ذلك انني اذا خرقت عهودي فأنني اعرض نفسي لكل العقوبات التي تفرضها الكنيسة ضد الملحدين ..) هذه ما قالة غاليلو امام المحكمة وقد ذكرته باختصار نقلاً عن كتاب (رجال عاشوا للعلم) لمجموعة من المؤلفين الأجانب .
لقد أجبرت المحكمة غاليلو على التراجع عن اراءه السابقة وكان تحت ظروف المرض وتقدم السن فافرجوا عنه ورغم تراجعه عن اراءه الا انه تمتم داخل المحكمة بصوت هامس: (ولكن الأرض تدور على أي حال).
***
غريب دوحي

في المثقف اليوم