أقلام ثقافية

شمس الدين العوني: محمود عمامو.. سفر بعواطف شتى وسردية تشكيلية

بفضاء الهادي التركي للثقافة والفنون تابع كل من زار الفضاء من فنانين تشكيليين ونقاد وأحباء الابداع التشكيلي معرضا متنوع اللوحات الفنية في فسحة هي بمثابة " السفر العاطفي " حيث عوالم الفنان المعبرة عن أحواله وهواجسه واعتمالات دواخله الأمارة بالرسم والتلوين ..كان ذلك بمناسبة افتتاح المعرض الشخصي للفنان التشكيلي محمود عمامو الذي يتواصل الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر المقبل ..ازدان هذا الفضاء الثقافي والفني الأنيق الذي يحمل اسم علم من أعلام الفن التونسي المعاصر عم الهادي التركي رحمه الله والمفتوح أمام المعارض التشكيلية واللقاءات الفكرية والابداعية ومنها تقديم الكتب والاصدارات الجديدة..نعم ازدان الفضاء الجميل بجملة أعمال الفنان عمامو الذي فتح الزائرين لمعرضه هذا على أكوان من التشكيل والتلوين بمثابة الترجمان لأحاسيس شتى بثها في لوحاته وهو يرسل العبارة في النظر والتقبل مشيرا الى خبراتهالجمالية والفنية وهو الذي نوع من مشاركاته عبر المعارض الشخصية والجماعية ..437 amamo

هكذا يبحر الفنان في هذه الأحوال ومعها وبها وضمنها مشيرا بشغف لا يضاهى الى ممكنات التلوين حيث يقول حيزا من شواسعه وهو يحاور القماشة ويحاول عناصر فيها تبرز قابلة للقول بالرسم والتلوين مجالي خيال وابتكار في هذا البحر العاتية أمواجه من الفن الذي مر به منذ القدم محاولون ومبدعون ومحبون ومتمرسون وعشاق ديدنهم البوح بما في الأعماق رغبة في الامساك بلحظات امتاع ظلت بعض آثارها الى الآن من العلامات والشواهد في تاريخ الفن وفق اتجاهات وتيارات ومدارس وبما في بعضها من عفوية التعاطي ودلالات ورموز هي عين العصارة للتجربة وثمارها الجمالية واشراقاتها اليانعة..

ها هو الفن في زواياه المتعددة حيث الفنان يعي شيئا من هذه اللعبة الفنية التي تتلبس به فيمضي معها بالمهج والعواطف والعواصف والأحاسيس حوارا وسؤالا ونظرا مفتوحا قدام العناصر والأشياء..و هنا وفي سياق التجربة نمضي مع تجربة الفنان التشكيلي محمود عمامو بمناسبة معرضه الفني التشكيلي الشخصي هذا المتواصل الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر 2024 حيث تم افتتاحه يوم 18 أكتوبر الجاري ..تخير الفنان التشكيلي محمود عمامو عالمه المشكل للوحاته وفق رؤيته لجمالية بها عفوية واعية تبرز مفردتها الفنية وكأنها في تصميم متقصد يحيل الى ذلك العالم الساحر من احتشاد الذاكرة الحسية عبر فيض الأحاسيس لتبدو اللوحة في وحدة متكاملة عناصر القراءة حركة ولونا ومساحة قائلة بالوجد وما به من باطن الفنان من عواطف شتى..في هذه الأعمال بهذا المعرض رغبات للارتجال تلاؤما مع ما يفضي اليه العمل الفني في سياق من الانسيابية تلوينا وموضوعا وهذا ضرب من الخروج عن مألوف الايقاع الباطني لسياقات معيشة من قبل الفنان فكأنه يرجو اللامنتظر واللامتوقع فقط ما هو منسجم مع احساسه العميق وبطريقته هو فقط..انه الانسياب للذات تفعل فعلها العميق بعيدا عن بهرج اليومي والآخرين..انه الانصات لايقاع مخصوص هو ايقاع الدواخل بأحاسيسها المتحركة والمتراكمة والعميقة وقد حفرت في ذات الفنان حكاياتها وسردياتها المختلفة وها هو الفنان محمود عمامو ينصت اليها ويحاورها ويحاولها قولا بلذتها وجمالها ..لذة الفن وجماله..لوحات مختلفة في هذا المعرض معبرة ودالة على عوالم الفنان محمود عمامو فيها موسيقى بينة وهدوء ضاج وسردية ملونة هي عين بوحه وشجنه وبهجته وقوله الدفين وكل ما نسميه الاحاسيس التي عثر عليها في ذاته وبثها بدلال الفن واللون على مساحات القماشة ..438 amamo

معرض وتجربة وذهاب آخر من قبل الفنان محمود عمامو للتجريب تفاعلا مع دواخله وبنزعة فيها من الشاعرية الكثير ..سفر من عواطف شتى وسردية تشكيلية بها حساسية فائقة حيث التواصل مع الجمهور ومحبي الفن ضمن هذا المعرض الجديد في تجربة الفنان المميز محمود عمامو ليتواصل ذلك الى غاية يوم 01 من شهر نوفمبر 2024.

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم