أقلام ثقافية
نايف عبوش: الكاتب التراثي محمد اليونس.. والحنين لأعوام حفرت أخدودا في حنايا الروح
في مداخلة إبداعية له تعقيبا على مضمون نص منشور لي في موقع التواصل الإجتماعي، مفاده (عندما يولد النص من رحم معاناة الكاتب.. فإنه غالباً ما يأتي إبداعيا.. ومكتضا بالدلالات والصور التعبيرية.. التي تعكس إرهاصات حس اللحظة..)، علق الكاتب التراثي محمد اليونس، وهو يخاطبني قائلا ..
ماذا عساي أن اقول.. نايف عبوش.. وانت تنفخ في اوراق الذكريات.. لتحيل صفارها للون البهجة والحياة، وكانها ولدت من رحم ربيع ابداعك......
ايها العاشق للجمال، ايها المحب، ايها المملوء حنينا حد الثمالة وانت تمسك بتلابيب اعوام تلاشت.. وتعتلي صهوة الوقت بعينين ترقبان خطو طريق قد يحمل ريح اهلنا بعد فرط انتظار..
(طوب) الشخاط.. من أساسيات الصوغة والكاره في ايدي جدتي وگبل عالكندور تا مايسترطب بعد اخراج مفتاحه الاسطواني وبدون أن تنزعه من جيدها.. بحركة رشيقة وظهرها علينا..تضع (شخاطة) في طية عصابتها..والأخرى لچنتها الخبازة...حطيها (بالطاگة) العالية (بچادينة) التنور تا مايصلونها الجهال....!!
والثالثة لعمي (شراب تتن) مايتوزدلو...ريحة الچبريت تخترق خياشيمنا، وكأنه عطر تيروز.....
انوفنا لم تعتد سوى رائحة المسچ والجويفة من (خرج البگال) شمعون....
وحشوة كبة عليه الإعمير في اخر الزقاق..و ريحة دهن الحر عند الختياره عمشه العاشور في الحارة البعيدة..
وريحة الجيل و(عريف الديج) والذي نشم عبقه بمواعين النحاس والفافون..
ذاك هو عالمي، وبواكير صباي..والذي ران عليه الخمول..
لأشحن وجداني بداينمو الحنين...لأعوام حفرت أخدودا في حنايا الروح.
هكذا إذن يولد النص الإبداعي في اللحظة.. كما انثال حسا مرهفا في مخيال الكاتب التراثي الزاخر محمد اليونس.. مغمسا بكل عبق محكيات مفردات حياة ريف الديرة أيام الزمن الجميل، التي أبدع في توظيفها ببلاغة، سواء جاءت بالمعايشة، او بالمعاناة، أو بالموهبة المتوهجة.. فسلمت اناملك الاديب المبدع محمد اليونس، ودام قلمك سيالا بالابداع..
***
نايف عبوش