قراءات نقدية

كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة "ثورة الأجراس" للشاعرة ظمياء ملكشاهي

قصيدة "ثورة الأجراس" للشاعرة ظمياء ملكشاهي هي قصيدة غنية بالصور الشعرية التي تعكس صراع الذات في مواجهة الخيبة والفقدان، وتستخدم فيها اللغة بشكل أسلوبي معقد يعكس التوتر الداخلي والتساؤلات الوجودية.

الأسلوب الشعري: القصيدة تتميز بأسلوب سردي تأملي، حيث تُقدّم الشاعرة نفسها في حالة من التوهان بين الذكريات والتجارب المؤلمة. يظهر الأسلوب في استخدام المفردات الرمزية، مثل "الأجراس" و"الظلال" و"النهر الشاحب"، التي تُعبّر عن حالة من الجمود الداخلي والخواء الروحي. كما أن استخدام الألوان والتضاد بين "البياض الناصع" و"فصول من الانتظار المقيت" يعكس التنافر بين الأمل والخوف، وبين الضوء والظلام.

التكرار والرمزية: تكرار عبارة "لم أعد أسمع الأجراس" يشكل محورًا أساسيًا في القصيدة، حيث يُستخدم لتمثيل تغيّر الحال وتبدّد الأمل. الأجراس، التي كانت تُمثل الأمل أو الاتصال، تختفي تدريجيًا، ما يعكس تفكك الروابط الداخلية والروحية للشاعرة. كما أن "الأجراس" تظل تُقرع في الخلفية كصوت مفقود، مثل رغبة في العودة إلى حالة من الهدوء الداخلي، ولكنها تتحول إلى غياب مرير.

الصور الشعرية والتشبيه: توظف الشاعرة صورًا شعرية مثيرة، مثل "أسير بمحاذاة ظلي" و"نهر شاحب"، وهي صور تعكس الانفصال عن الذات والفقدان العميق. صورة "معتقة في جب الأسئلة المبهمة" ترمز إلى تراكم الأسئلة الوجودية والبحث المستمر عن إجابات لا تأتي.

الموضوع والصراع الداخلي: القصيدة تعبر عن حالة من الفقدان والتغيير العاطفي، حيث تُظهر الشاعرة نفسها في حالة من العزلة الداخلية، في صراع مع الذكريات، ومع تساؤلات حول العودة والاستمرار. هي في حالة هروب من الحقيقة المريرة، وأمل ضائع في أن تُعيد الأجراس الصوت الذي فقدته.

الختام: القصيدة تسلط الضوء على العلاقة بين الإنسان وذاته من خلال تشابك الحلم والواقع، والمقاومة الداخلية التي تتجسد في صور مؤلمة ومعبرة. الأسلوب الشعري المعتمد على التكرار والرمزية يمنح النص عمقًا عاطفيًا ويعزز من التأثير النفسي على القارئ، مما يعكس الصراع الأزلي بين الأمل واليأس.

***

بقلم: كريم عبد الله - العراق

.........................

ثورة الأجراس

أسير بمحاذاة ظلي مذ عرفتك شاطئا، أمنحه العزيمة ليسبقني أليك وأسنده ببعض الاكاذيب الجميلة التي تستنزف حقائقي الدامغة. لكنني اليوم سحقته بقسوة بالغة ،شمس فاترة ومغيب طويل ونهر شاحب ،فصول من الانتظار المقيت تبقع البياض الناصع لستائري الخيالية فتحتضر حكايتي، مرتخية اقدامي ،لم اعد اسمع الاجراس وهي تقرع معا ،يرعبني أن افقد اصدائي، وها انا أسير بلا ظل، اعود وحيدة في ازقة روحي تتناوشني معاول التفاهة وارخبيلات الضياع المبهمة ،اريد حلما لأطوي الذروة سريعا قبل أن تستنزفني الأنهار الميتة فاغفو على أرقي احدق في ظلام الظلال الهاربة، لا اسمع الاجراس وهي تغني، لم اعد أنتظرك، يفزعني أن لا افعل، لا تزقزق العصافير صباحا على سطوري ،تغلق اهدابها بصمت وقور معلنة خريف اقصوصة نمت بلا ترتيب على غابة في قمر، تنتصب الاقواس في مدينتي النائية ،اخلع زهوي واصيخ السمع لهمهمات الريح التي تقترب، لم اعد اسمع الاجراس تقرع في ٱن واحد، هل ستعود وتمضي ؟؟؟معتقة في جب الأسئلة المبهمة اجوس في الاجوبة المستحيلة

***

ظمياء ملكشاهي - كردستان

 

في المثقف اليوم