قراءات نقدية
كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة "موجةٌ غاضبةٌ" لعائشة أحمد بازامة
الأسلوب والصورة الشعرية:
القصيدة تفيض بالصور الشعرية المكثفة والمعبرة، مثل (قطمير القلب) و(يحوط رقبة الحرف) و(موجة غاضبة)، التي تُستخدم لإيصال مشاعر التوتر الداخلي والتمزق العاطفي. هناك توظيف متقن للاستعارات التي تخلق عالمًا شعريًا معقدًا، حيث يتنقل النص بين مشاعر الشوق، الحنين، والتورط في متاهات الألم والحب.
الرمزية والتشبيه:
الرمزية في القصيدة تتمثل في مفردات مثل (صحراء البوح) و(مخادع أفعوانة النص)، مما يخلق شعورًا بالغموض والتداخل بين الواقع والخيال. التورط بين الحب والجسد، والمشاعر المتلاطمة يشكلان محور النص الذي يتغذى على فكرة الانفصال بين الروح والجسد.
التكرار والدلالات العاطفية:
تكرار الفعل (يتجدد) و(يحاول) يعكس المحاولة المستمرة للتواصل والهروب من الواقع، مما يضفي إحساسًا بالعجز واللاجدوى. التكرار هنا يُعزز الصراع الداخلي للشاعرة بين الرغبة والمقاومة، ويُظهر التوتر المستمر في النص.
اللغة والمفردات:
اللغة في القصيدة غنية بالرمزية والمجاز، فمفردات مثل (المعشوقة النزقة) و(أنفاس حبيبها النائم) تحمل دلالات عاطفية مكثفة تُظهر التناقض بين الرغبة والجفاء. كما أن المصطلحات مثل (ألم الحنين) و(الوجع) تعزز الشعور بالحرمان والخذلان، وتُعبّر عن حالة نفسية مليئة بالفراغ العاطفي.
البنية والإيقاع:
البنية في القصيدة تتسم بالتعقيد والترابط بين المعاني المتداخلة، مما يساهم في خلق إيقاع شعري غير مستقر يعكس المد والجزر العاطفي. الفقرات الطويلة والجمل المتلاحقة تجعل من النص مشهدًا شعريًا نابضًا بالألم والحيوية.
الخلاصة:
هذه القصيدة تقدم تجربة شعرية عاطفية مكثفة، حيث تتنقل بين الرغبة، التوق، والحزن، في سرد شعري متشابك مليء بالرمزية والتشبيه. الأسلوب الاستعارتي والتكرار يعكسان حالة صراع داخلي بين الحب والفقد، مما يجعل النص ينبض بالمعاناة والتوق الدائم للحرية العاطفية.
***
بقلم: كريم عبد الله - العراق
..............................
موجةٌ غاضبةٌ
يتجدد نبض الحياة قطمير القلب تخترقه المساحة الهائمة ينوء بثقل الشوق لكنه لا يقوى عليه يلوي عنان التيه يلجم قافية المعنى يحوط رقبة الحرف بجدائل عاشقة مجهولة تشير عيناها لسماء المعاني ينفلت العشق يفوح أثير الروح يعلن التوحد يهيم الشغف جانحاً نحو صحراء البوح مترنماً بواحة تلك المعبودة المتمددة شساعة الأزل يسكنها ألم الحنين الغافي الذي أنهك قلبها ذاك تليد الحب نذير اللهفة نزيه السريرة تصيح واهنة ترقص على حواف شفرة الوصل الآسن لتنهض من جفوة الزمن تتحول معشوقة نزقة تربض فوق ديمومة الرغبة تجذب أنفاس حبيبها النائم ذاك المخاتل وقد نام في أحشاء امرأة متطرفة الشهوة غاص حتى نخاع الزيف اشتهى نبرة الأماني ومخدع أفعوانة النص غاب حائرًا يدعو الروح للخروج من جب السطور يحاول الفكاك لكن العناء كبله والبقاء شتت روحه تناثر رذاذ موجة غاضبة تزفر المستحيل تؤم الماء نحو غوث السماء تتعالى حينها أصوات العبث أن انقذوا ما تبقى .
***
عائشة أحمد بازامة – بنغازي / ليبيا