قراءات نقدية

حيدر عبد الرضا: دراسة في رواية (حياة الكاتب السرية) للكاتب الفرنسي هيوم ميسو

السياق الموقفي ومونتاج الوحدات السياقية، الفصل الأول، المبحث (3)

توطئة: قد نفهم إفتراضا بأن مؤشرات رواية (حياة الكاتب السرية) للكاتب الفرنسي هيوم ميسو، ذات وحدات تختلف عن مستويات البناء الروائي التقليدي، وقد يخص هذا المجال من اختلاف طبيعة مؤثثات الرواية، في كونها تمارس نشاطا حيويا بمحتوى تقانة الوحدات واللقطات والمشاهد العامة والخاصة، تندرا حاسما بجملة أوجه توافقات (المونتاج السينمائي-،السياق الوحداتي المبئر- التشكيل الموقفي المترابط) إشباعا للنص وآلياته بذلك المحتمل من التماسك والترابط اللذان يوفران ذروة خاصة ومخصوصة من مسافة وحجم ظرفية الأنتقالات الزمنية والمكانية والشخوصية الصاعدة تبئيرا بجملة مفترضات تكثيفية لأحداث الزمن الروائي.

- النص الروائي وتراتيبية الاجتزاء اللقطاتي:

يمتد السرد في بنيات فصول الرواية الى ذلك النوع من الاستباق الداخلي (التكميلي - الاستقرائي) بلوغا بهما الى شواهد مونتاجية امتهنت حضور المحاور الشخوصية بصور الإشارات الاستباقية التي بات يقدمها السرد في محمول الأحداث المحكية، كطبيعة تبلغ ذروتها الى غايات مكشوفة ومضمرة بالشد المونتاجي المحصل من خلال حقيقة الاحوال السياقية الجارية على مستوى السرد المتصل:  (كان القلق الشديد يتأكل ناثان فاولز من الداخل ./ص52الرواية) نجد هنا أن محتوى اللقطة حلت في ما يشبه العنصر التأشيري -السياقي، الذي يشكل بذاته حراكا داخليا يفيد زمن حصول (اللقطة المتوسطة) توافقا بالناتج الإحساسي الذي يشتمل عليه محور الشخصية، وهو بوصفه الوقع الاولي في وحدة المحتوى لوحدة محمول النص التأشيرية بوجوب خضوع طبيعة اللقطة الى حالة تمظهرية تمظهرا مرتبطا بجملة هواجس داخلية أو خارجية، ولكنها في الآن نفسه تؤشر بذاتها نحو إنطلاقة سياقية مشروطة بوازعات معادلية ذاتية لا يمكنها تجاوز محتوى الحجم  اللقطاتي في الحال التمثيلي: (كان يجلس في كنبه ويرفع قدمه اليمنى المثبته بالجص على مقعد منخفض .. كان مشوش لتفكير- فكلبه برونكو، الكائن الوحيد الذي يهمه وجوده على هذه الأرض./ص52،الرواية)

1- السياق الإشاري وبنية التركيز الاستباقي: 

لعل من الصعوبة الدارجة في الكتابة الروائية، إنشاء جملة ما خارج مقصدية الرابطة الإتصالية في محددات (السياق -الرسالة- المرسل - قناة الاتصال - شيفرة تولد إرسالي) ومن هنا لعلنا في حالة المحور الشخوصي التمثل بوظيفة اللقطة، جعلنا نعاين حساسية جملة الوحدة السابقة (الكائن لوحيد الذي يهمه وجوده على هذه الأرض) بما يشكل المعنى القار بأن المحورالشخوصي على اهلية كفاءية تامة في عدم توافر الانموذج الذي يعنيه تماما كعلاقة حميمة مع اي نوع بشري اخر، سوى ذلك الكلب الذي هو خارج مؤشرات حقيقة محاور الرواية الفعلية والعضوية، ولكن المؤلف ميسو إراد من وراء ذلك إظهار كون ناثان هو بذاته شخصية تدعي لذاتها مهجورية الصلات والأواصر مع كل ما هو خارج حدود قلعته الحصينه، لذا فهذه الأمر بذاته هو من الاختزال في حق حكاية ناثان وهو يمارس مع نفسه حياة عدوانية القالب والقبول، إذ تحكمها من جهة ما محنة انتكاسية ونفسية مريرة والضيق صدرا بالاخر المجتمعي (في الليلة السابقة اتصل ناثان بجاسر فان ويك وكيله الادبي من نيويورك، وصلة الوصل الاساسية التي تربطه بالعالم الخارجي /ص52،الرواية) هاهنا نتعرف على أهمية هذه الحدة التأشيرية الواردة في النص، ما راح يعزز من خلالها اعتقادنا بأن ناثان ذو طوية عزلوية تدعوا الى الريبة والشك، وأحيانا الى الاقرار بالسؤال المطروح هنا:  ما الذي يجعل من هذا الكاتب الشهير يقع بصورة فجائية فريسة الى حياة عدمية متقلبة في المزاج ورصانة النفس والمتروكية الكاملة لممارسة عوالمه الكتابية التي لا غنى للكاتب دونها؟  ألربما يكون مريضا أو مستاءا من جراء حدوث حالة مستعصية على وضعه التفسي، وبخاصة جانبه العضوي من أوضاع سلامة جسده، أو لربما هو مأزوما في ذاته بطريقة يصعب علينا تحصيل مفادها القضوي بدءا في حيثيات الرواية الاولى في استلالاتها الاولية؟

معنى ذلك أن المحور ناثان فاولز عبارة عن فرضية في حالاته المتشعبة في الانتاج الدلائلي، اي بوصفه  مصدرا مرجحا حول حياته ومجمل حالاته المعروفة في النص، لكنه بذاته يشكل إنتاج حالة سياقية تتمثل في كونها دليلا على أوجه سننية ما نخترق الواقع الحاصل في مجريات النص، تلقيا محيرا معقدا في أدلة أحواله التحيينية: (أيقظ رنين الهاتف الجداري فاولز من سباته. لم يكن الروائي يملك هاتفا محمولا أو بريدا إلكترونيا أو حاسوبا./ص٥٣ الرواية) كما وضحت بادئ ذي بدء المقدمات الروائية الخاصة بشخصية ناثان - قد لا يستنتج من خلالها سوى جملة أشكال دينامية مفترضة- قد لا تقدم بدورها للواقع النصي سوى تصورات وتكهنات مؤشرية تدعو الى الاعتقاد في كون هذه الشخصية تعاني من حالات ذهانية قد يجوز ان تكون بسبب كونه كاتبا مرموقا، أو أنه يجاهد بضع حالات نرجسية احدثتها نجوميته الادبية في مرحلة مبكرة من انتاجه الروائي. ولكن هل ياترى بالامكان القول بأنه يكابد حالات خاصة ن مهزومية الكاتب من انتاجه الروائي القادم، لا شك في ذلك، بخاصة وأن اغلب الكتاب يعيشون مراحل متحفظه من نصوصهم المستقبليه والخوف والقلق منها إن لم تكن في المستوى المطلوب وفقا لحصيلة رواياتهم القديمة . لعلنا ونحن نطالع طبيعة التركيبة في حياة ناثان فاولز، لاحظنا ثمة حالة انتقالية في الاحداث الروائية التي تخص وضعه كمحورا فاعلا، فإذا افترضنا ذلك فما نوع هذه الانتقالات السردية التي تضمرها لنا تمثيلات شخصية مأزومة على نحو ما من حالات الخصوصية الموضوعية التي تعرفنا إياها مدارات الاحداث الصاعدة بالنمو السردي والتبئيري، إذا انها جاءت على هيئة (تزاحم إشارات- علامات) إستكمالا لتداخل حدود سردية جعلت توضحها حالات إنتاجية خاصة بالوحدات الموازية من علاقات المواقع المحورية في الواقع النصي.

2- آليات المستنتج في عين الإنتاج التصادفي:

علمنا أن سيرورة الاستدلال قد تأتي غالبا، أما عن طريق المنتج التتابعي وناتجه القابل بالضرورة لكل امكانيات الإمتداد الدلالي المرتبط بنوعيات الحدوث المشيد، أو من خلال دمج سمة دلالية تصادفية ملموسة في أوجه مؤشر قضوي، يحرض على المنتج سببا من جهة الاحاطة وقيد التفعيل للنواة النصية. قلنا علمنا سلفا من خلال حكاية الاحداث بأن: (كان فاولز يتنقل متكئا على عكازيه، ويدور حول نفسه كأسد محتجز في قفص، كما كان يتناول مضادات التخثر لتجنب الإصابة بجلطة - لم يكن يجيب قط على الاتصالات التي ترده، بل كان يترك المجيب الآلي في الطابق العلوي يتولى المهمة ./ص53 الرواية) ما معنى هذه الوحدات من اللقطة أو المشهد ؟ أو بالاحرى هل لها معنى ما يختص بأختفاء الكلب دالا في جهة ما من اهتمامات المحور الشخوصي ؟ . قد تكون الإجابة عنها، في حكم كونها سياقية مع غيرها من اللقطات، بخاصة ما يتعلق وجانب الخاص من حياة فاولز ومدى الصدمة التي اعتاشها من خلال غياب كلبه، ولكن هل هذا كل ما يعنيه الامر في شأن ورود مثل هذه السياقات، كحالات (يدور حول نفسه - يتناول مضادات التخثر - لم يكن يجيب قط على الاتصالات - المجيب الآلي يتولى المهمات) لا شك أن هذه المؤشرات تمتلك أدلتها السياقية، كذلك تمتلك علاماتها الفعلية بالنسبة لحقيقة الدليل التحققي في حالات المحور الشخوصي المركزي -دليلا مضمرا- وبوصفه علاقة ضرورية ترتبط بموضوعة علامات الحكي . أقول أن عملية المجاورة في سنن الأدلة السياقية اللاحقة والسابقة ما هي الإ عملية العثور على: (-لدي خبر سار لك ياناثان:  لقد وجدنا برونكو؟) هذا بدوره ما راح يعزز صلات الاعمال المهملة من قبل المحور في عدم ردوده على الإتصالات، ناهيك عن كونه لم يكن مهتما اعتبارا بوسائل الهواتف اصلا، وحتى قبل حادثة ضياع الكلب. إذن الانساق الاولية للتواصل هي اساسا لم تكن مرحبا بها في مجال اهتمامات فاولز، ذلك ما يرشح حقيقة مهجورية المحور للزمن والمكان والشخوص الخارج حدود قلعته . لعل ما اثار اهتمامنا بطريقة غير مألوفة هو: (أين عثر عليه؟ رأته امرأ ة شابة على الطريق بالقرب من شبه جزيرة صوفيا واقتادته الى إدز كورنر؟ . شعر ناثان بانها مكيدة مدبرة . كانت شبه الجزيرة تقع في الطريق الآخر من بومون؟ ماذا لو كانت هذه المرأة قد خطفت كلبه لكي تتمكن من الوصول إليه؟) تأتي مجموعة هذه الاسئلة الحوارية الدائرة بين ناثان ووكيله الأدبي في مرتبة المؤول المباشر، وترتبط من جهة ما بذلك المفعول المضمر لدخيلة ناثان المنتج لكل هذه المؤولات، ولذلك لا تخلو هذه الاسئلة من التفعيل النواتي في ربط الوقائع بالاسباب، بل لربما هي تمثيلات إنتاجية تبريرية تتطلب ربطا محايثا لكافة التحيينات والمعطيات المخمنة، بخاصة وان هناك حادثة قد يحصيها ناثان بوصفها تجربة اخفاقية منتحلة من قبل تلك الصحافية التي تمكنت من فتح محاورة مع ناثان في مطلع الثمانينات، اي كمحادثة خارج حدود الاضواء والاصداء الاعلامية، فكشفت هذه الصحافية عن تفاصيل دقيقة ومؤثرة كان فاولز يعدها ضمن هتك الاسرار والخصوصيات الشخصية له، وما حدث إن تم تحويل تلك المحادثة الى مقال حواري قامت بنشره تلك الصحافية في إحدى الصحف الأمريكية، وهذه الامر بدوره ما آثار حفيظت ناثان ومنذ يومها غدا مكرها للعناصر العاملة في الصحافة، خصوصا انه كان يؤثر لذاته حياتا سرية في حصن قلعته المنيعة: (- من هذه المرأة بالضبط ؟ - ما تيلد موني، انها سويسرية قصدت الجزيرة في إجازة ..إستأجرت غرفة في النزل بالقرب من دير راهبات البيند يكتين، وهي صحافية في صحيفة - لوتان-) لا شك أن العوامل السردية تشتغل في مساحة الحوار إستباقا وإقترانا لا يفارقان تلك الخيوط الصاعدة في منظومة الحبكة، ولو في حدود ممكنة من المقاربة والكشف المعقد . إذن من الحكمة ألا يبد ناثان ظهورا امام واجهات وناصيات الإعلام وذباب الصحافة، ولكن لماذا كل هذه التحفظات ؟ أهو الغرور المفرط؟ أو هو القلق من المطالبة بكتابة رواية جديدة؟ أم أن هناك حالة مضمرة تشي بعقدة ناثان الملغزة، وهل فعلا ان ناثان مصابا بقهرية الخوف من الكتابة. ولنتذكر قيلا مما قاله فاولز سابقا عشية ذلك اللقاء الاول مع رفاييل في ضيعة منزل ناثان: (حياة الكاتب هي الشيء الاقل روعة في العالم، تنهد فاولز ..أنت تعيش كالأحياء الاموات، وحيدا منقطعا عن العالم  تبقى في ثوب النوم طوال النهار وتؤذي عينيك مسمرا أمام الشاشة وأنت تتناول البيتزا الباردة./ص47 الرواية) قد يشكل مثل هذه الاعتراف من فاولز نفسه الى رفاييل حالة فرارية من  مشروع حياة المؤلف، لذا بدت إجوبته شاذه من نوعها النادر، وقد يجعلنا مثل الامر الاعتقاد بأن فاولز يتجشم عبء عقدة مضمرة في إحدى مستويات حياته الصراعية مع اسراره ومبرراته اللامقنعة تماما، ولكننا على أية حال لا نريد أن نعلم مستوى  الانتكاسة في تفاصيل حياته الشخصية، بقدر ما نحاول التعرف بدرجة ما من الوضوح ومعرفة ما سبب درجة الانقلاب في حياته الثقافية والأدبية . لعل الروائي الفرنسي غيوم ميسو أربك القارئ في سلم توقعاته نوعا ما، بخاصة وأن مستوى انسحاب شخصية الكاتب من  عالمه التأليفي لا تحدث بصورة فجائية، دون مقدمات وتجليات تمهيدية معروفة في رحلة مبررة في الانسلاخ عن دلالات ذلك العزوف الغرائبي . ما بين عناية رفاييل بمستوى كونه ذلك المكتبي الناشط في بيع المزيد من الروايات عبر مشغله لدى أودبير: (إنها الظهيرة بعد جدال دام عشرين دقيقة، نمكنت من بيع نسخة من كتاب الياباني تانيغوتشي، فابتسمت، والحال انه وفي أقل من شهر تمكنت من تغيير المكتبة - لابد لي هنا من الاعتراف بأن المكتبي كان له الفضل بذلك لأنه منحني الحرية المطلقة، كان يدعني وشأني في المكتبة التي لم يكن يتردد إليها إلا نادرا، كما انه لم يكن يخرج من شقته في الطابق الأول سوى ليذهب ويشرب بعض كؤوس خمر في الساحة ./ص55 الرواية)

لعل هناك معطيات غريبة بدت مشتركة بين ثنائية الشخصيتين (فاولز - أوديبير) فالشخصيتين تشكلان حالة متقاربة نسبيا في مجلى الملغز والمرمز وبعض الاطوار النفسانية التي تترتب من حيث موقع الطابع والهيئة، وكأن هناك خيطا ما يتجاذب الطرفين من بعيد.ففاولز مشحون بصبغة غرائبية تقارب طبع ما عليه حال أوديبير من حيث كونه شخصية منزوعة من شروطها التي تستوجب أن يكون عليه حالها، في حين يربط رفاييل بين الطرفين كحلقة وصل وكعلاقة تتم في حدود مبهمة لا يسمح سياقنا الحالي الكشف عنها إلا في حدود ظرفها الموضوعي الخاص من زمن الرواية .

- المؤلف المفترض لسيرة فاولز السرية:

لا شك أن طبيعة المنظور السردي في رواية (حياة الكاتب السرية) تشكل حدا متناوبا عبر تشكلات من أشكال وثنائية (الراوي- الشاهد) فالروائي ميسو قام بتحديث اللالية الحدثية عبر جملة تقديمين مختلفين، الأول منهما (بانورامي؟) ذو وظيفة تصويرية يتكئ على (العرض الذاتي للمسرود- المسرود الذاتي للموضوعة) والاخر أضحى مشهدي ذو صفة حوارية، وقد عزز ميسو هاتين الطريقتين بتقنيات (سياقية:  يوميات-مذكرات- حوادث قتل - معطيات ووقائع متواترة) وتبرز عناية الروائي غيوم ميسو بالوحدات السردية الأكثر ملازمة الى فضاءات وأزمنة قابلة للتفتيت والتشظي، وهذا ما جعل الخطاب في الرواية كمقاربة متوارية ومضمرة لأحوال حكاية (المؤلف المفترض؟) الذي هو ذاته تماهيا بين (المؤلف الحقيقي + المؤلف المفترض) حيث تظهر لنا ثمة وحدات تؤشر لذاتها قناعة خاصة في كون الشخصية رفاييل هو من يكتب الرواية حينا، ومن جهة اخرى يطل لنا صوت المؤلف المركزي حينا ليقول: (لم أحرز اي تقدم يذكر في مشروعي حول لغز ناثان فاولز الذي اطلقت عليه اسم حياة الكاتب السرية).

1- الفضاء الخارجي ومسافة الفرادة في الموصوف: 

تتمحور عبر دلالات (الفضاء الخارجي) تلك المتعلقات المرتكزه في (الواقع- الوقائع) لتتجلى منهما علاقة حيادية بين الذات الساردة التي تحكي بضمير الأنا العليم وتصف بلغة محايدة. فالذات الشخوصية المتمثلة ب(رفاييل) بدت متعاطفة ومغامرة مع دوافع احداث الجزيرة، فيما نجد طبيعة الملفوظات راحت تكتسب ابعادا وصفية بالغة، مستهدفا بذلك الرصد الٱخباري لمجريات الوقائع اليومية: (بدا المكتبي قلقا .. منذ عشر دقائق، انتشرت إشاعة لا تصدق في الساحة .. أكتشف متنزهان هولنديان جثة على شاطئ تريستانا بيتش، وهو الشاطئ الوحيد على الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة .. المكان خلاب ولكنه خطير، ففي العام ١1990 قتل مراهقان كانا يلعبان من المنحدرات، كان حادثا مروعا صدم سكان الجزيرة وهو مشاعرهم /.ص57 الرواية)

- تعليق القراءة: 

لعل دور السياق في معنى الوحدات السردية لها ذلك الترابط والتماسك عبر تفعيل عاملي (حكاية- علاقة- دلالة) وإذا قمنا بتقصي زمن ومكان الوحدات في الاجزاء الروائية، لوجدنا كونها عبارة عن (سياق موقفي- تراتيبية سياق) إقترانا بذلك الادراك الوقائعي الذي غدا يؤسسس دلالات تتجاوب وتتلاحم مع نمو تزامن الترابط والتماسك في موضوعة الرواية ومشخصاتها وأوصافها الاكثر تحولا في زمنية اللقطات والمشاهد وتراتب الموصولات التشاكلية والتمثيلية في روح المعطيات المضمنة والضمتية والاكثر إيغالا في إجرائية التحفظ في الموارد والمصادر المخصوصة في حجب مواقع التفاصيل الروائية.

***

حيدر عبدالرضا – ناقد وكاتب عراقي

في المثقف اليوم