قراءة في كتاب
إياد أمين مدني: الحياة في أفق المعنى

قراءة رجاء البوعلي لفكر عبد الجبار الرفاعي
في صورة من صور كتابها: "عشرة أيام في عين قسيس الإنجيلي" ترسم رجاء البوعلي ملامح ربة البيت الشابة التي لم تحر هامشاً مشتركاً ييسر لها التواصل مع الفتاة الإفريقية التي تركت بلادها لتعمل عندها كعاملة منزلية؛ ولم تجد طريقاً لتجسير المسافة بينهما، ولحملها على تغيير سلوكها وما طُبعت عليه ليتماشى مع ما هو سائد ومقبول في المنزل. فهي لا تريدها أن تستلقي على بطنها، وأن تحترم البيئة الثقافية التي تعيش وتعمل فيها، خاصة وأن حضورها أصبح لافتاً في المناسبات العائلية، وبدت كعاملة مدللة لاتلتزم كثيرًا بالتعليمات المنزلية، ولم تتعلم أو تحفظ شيئاً من أساليب الطهي، وكانت تمشي دائماً بشكل متأن مستفز، وأضحت أشبه بمساعدة منزلية لا تقوم إلا بالأدنى من المساعدة. فقررت أن تتحاشى الكلام معها، وتقوم بالأشياء بنفسها، وتعد الأيام متى تسافر. وكم شعرت بالارتياح لما لم تتبَق سوى سويعات على انتهاء هذه الإقامة التعيسة، فطائرتها تقلع عند الرابعة صباحًا، وكان لا بد من خروجها من البيت عند الثانية عشر ليلًا، فدخلت غرفتها قبل ذلك بنصف ساعة، تركتها تحزم أشياءها الأخيرة، وأبلغت الجميع " ألا يستدعونني للسلام والتوديع لو طلبَت منهم ذلك "، فلم يترامى إلى سمعها شيء غير صوت إغلاق الباب الخارجي، تقول: " نمتُ بعمق ونام الأطفال ليلتهم بهدوء تام، وأخبروني في اليوم التالي أنها لم تنطق بأي كلمة، فقد مشت من غرفتها إلى باب البيت دون التفات. مّر الشهر سريعًا، وبينما كنت خارجةً من اجتماع عمل صباحي اهتز هاتفي عازفًا نغمة الرسائل: " سيدتي، لقد عدتُ إلى المدرسة، وانتظمتُ في الصف الثاني الثانوي، وسمعت من زميلاتي قصصًا كثيرةً عن تجاربهن العملية في منطقة الخليج، فوجدتُ تجربتي هي الأفضل والأكثر رحمة بينهن جميعًا، حتى أنهن غبطوني على قدري، فقلت لهم: سيدتي متفهمة جدًا ورحيمة فشكرًا لكِ " ". أنهت قراءة الرسالة، أشارت على أيقونة الحظر، وحذفت رسالتها من هاتفها.
وفي الكتاب نفسه تظهر لنا صورة رجاء البوعلي بذاتها من خلال تجربة الشابة التي غادرت مدينة الدمام "منفردة" للمرة الأولى إلى لبنان لحضور برنامج التحالف من أجل تحويل الصراع، استهدف موضوعات التنوع والهوية والنزاع حولها في المجتمعات؛ تقول: " إن أول صفعة تلقيتها في أثناء الحوار الذي دار حول معيار تقييم الآخرين، فقد كان جوابي أن ذلك يكون لمنهجية بمعيار الصواب والخطأ، فما وجدت إلا استنكاراً لمنهجية الثنائيات التي ترتكز على الضدية، فالمعايير لا تقاس بـ ( إما.. أو ..) بين اللونين الأبيض والأسود درجات كثيرة من الألوان، وسبل الوصول ليست مقسومة إلى طريقين من منظور شخصي فقط، بل لها مسارات ومعايير بشرية هائلة تتيح التنوع والاختلاف، وأن الثنائيات لا تناسب تعددية وتنوع ثقافات الإنسان. فشعرت أن أحداً فجأة رشني بماء بارد لأستيقظ، فلو استطعت أن أستعير عيون الآخرين للنظر بها سأكون خدمت نفسي كثيرًا، وتصالحت مع الآخرين، وبنيت بيتاً رحباً للإنسانية "؛ سيتسع حتمًا لتلك العاملة الإفريقية.
وجدت في تلك النصوص لرجاء البوعلي، توقًا للبحث عما يجمع ويربط ويتجاوز اختلاف الثقافات والنمط المجتمعي؛ وكأنها وجدت في قراءتها لبعض أطروحات المفكر العربي العراقي الدكتور عبد الجبار الرفاعي ما يخاطب ذلك التوق، ويصبه في سياق، ويجعل له إطارًا ومعنى. تقول كاتبتنا أن قصتها مع د. عبد الجبار الرفاعي؛ مشروع فكري وإنساني وأخلاقي؛ بدأت كما يلتقي الناس في ميادين الحياة الواقعية، يلتقي القراء والكتاب في ميادين الفكر والمعرفة والآداب على أرفف المكتبات، فالكاتب " كائن يخترق الجغرافيات، يقارب الثقافات، ينفذ في الأدمغة نفاذ الأكسجين، ويجري في الوعي مجرى الماء."
كان لقاء رجاء البوعلي بعبد الجبار الرفاعي، بعد أن أسست دراستها الجامعية فهمًا بأن الدين بمعناه العام يحضر بشدة في الأدب الإنساني العالمي، وأن " الميثولوجيا " تسيطر على فكر المجتمعات كافة وفقاً للسياقات الثقافية والتاريخية لكل مجتمع، كما أن الله حاضر في روح الإنسان بصرف النظر عن عرقه وثقافته. وتعمقت صلتها به، وهي تقرأ ما ألف وحرر؛ وأنها كلما أمعنت في القراءة كلما أخذت تستشعر "حسرة الجهل وغربة الوعي، وتتلمس الحاجة إلى تفكيك المفاهيم وهز المعتقدات المعشعشة في الأذهان، بيد أنها وجدت نفسها في زلزال فكري، عالقة في بحر عريض لا هي قادرة على السباحة بأمان، ولا هي قادرة على العودة إلى شاطئ الراحة"، ولعلها قصدت بشاطئ الراحة، إيمانًا كإيمان العجائز، أي إيماناً مطلقاً لا يحمل التساؤل؛ لكنها لمحت في فكره معالم مرفأ تلوذ به لتثبيت ما ألم بها من زلزال. وهكذا اختارت مشروع عبد الجبار الرفاعي للقراءة، لما وجدت فيه من طرح يخاطب الحاجة الجوهرية إلى فهم متروي وعميق لفكرة تجديد الفكر الديني وخوض تجربة تحريك المياه الراكدة في بحيرة المعنى والوجود الإنساني.
في ثنايا هذه القراءة، تبسط لنا رجاء البوعلي كيف ركّبَت فهمها لأفكار عبد الجبار الرفاعي، وكيف وجدتها تذهب إلى أنه في ظل تطور البشرية، تتنامى حاجة الإنسان لدين قادر على المواكبة والصمود أمام تحديات ومستجدات العصور والأزمنة، وإلا " ما جدوى دين متجمد أو واقف في زمن صدوره القديم!" الرفاعي يعرف الدين كـ "حياة في أفق المعنى". فالدين من منظوره جاء لخدمة الإنسان وليس العكس. فصورة الإنسان المتدين الذي يعكس الشخصية الحازمة الصارمة في تطبيقاتها للأحكام الشرعية، سواء بتمسكها الشديد بأفكارها وقناعاتها، أو مناهضتها الشديدة لأفكار وقناعات الآخرين، لا علاقة لها بجوهر الدين، حيث يطمح الرفاعي لإيمان " متجاوز للصراع وعابر على الهويات الاعتقادية الفرعية للفرق الكلامية، متسالم مع الاختلافات ومتآلف مع التعدديات الدينية، مؤسس للسلام الإنساني العالمي والعيش المشترك البناء. ويفصح الرفاعي بأن دعوته إلى دين هو حياة في أفق المعنى، إنما هي دعوة إلى إنتاج المعاني الروحية والأخلاقية والجمالية لإثراء حياة الإنسان".
الرفاعي يعتمد في مشروعه الفكري على الإنسان كمركز أساسي تدور حوله الحياة على الأرض، وخليفة الله الذي هو مركز الوجود. وعليه، يقدم تعريفاته لهذا الإنسان مرتبطاً بمشتركات خلاقة بمعانيها مثل: الإيمان، الحب، الحرية، الرحمة، فكل تلك المعاني مجتمعة تحقق المعنى الوجودي للإنسان، لتثري مدته الزمنية في عالمه الحسي. فبناء الإنسان يبدأ ببناء الذات الباطنية أولًا، باعتبارها " الأنا الخاصة " و " الذات الفردية" و "الكينونة الشخصية"، التي هي قوام الحياة الباطنية للكائن البشري لتحرير الذات الفردية من الذات الجمعية، والفكر الفردي من الفكر الجمعي، حيث يبحث الإنسان عن ذاته في ذاته، فسؤال الهوية الوجودية، الذي يفتح بوابة البحث عن الذات، بوصفها هوية فردية تشكل الإنسان فكريًا وأخلاقيًا ودينيًا، وترسم حضوره اجتماعيًا، وتؤثر في مساره اقتصاديًا، وتوثق سيرته وأثره تاريخيًا.
غير أن ما قد يحدث هو أن الإنسان عند البدء بالتساؤل عن ذاته وهويته الفردية، قد يُصدم بأنه ليس إلا انعكاسًا للذات الجمعية أو العقل الجمعي، حيث تتكون الذات بتراكم طبقات فكرية إنسانية مجتمعية مُشَكِلَة تحد من استقلاليتها كذات فردية قادرة على النمو الحر خارج إطار محدد لها سلفًا، فيظل الأفراد يتناسخون فكريًا عن نموذج واحد، وهذا ما اعتبره الرفاعي نمذجة. ففي حالات كثيرة ونتيجة للتنشئة المعارضة لكل ما هو جديد عن عرفها الثقافي وفكرها الجماعي، يظل الإنسان متذبذباً مرة نحو تساؤلات العقل والمنطق والفضول، وأخرى نحو عاطفة الدم والطاعة البارة، وفي حالات أخرى لا يعدو الأمر سوى إرغام قسري أسري أو مجتمعي.
وكل هذه الأدوار التي يعيشها الفرد في حياته اليومية بمختلف أبعادها تحد من استقلاليته الفكرية، وتهدد فردانيته الأخلاقية وحريته؛ لأن النظام المجتمعي يحمي أفكاره وقناعته بصفة جمعية ضد أي توجه يمسه. ولكن التحفظ الأكبر على ما يتداعى من نظام " النمذجة " هو تراكم المعتقدات والأفكار والمفاهيم والممارسات دون إعادة النظر والتفكر في مدى مناسبتها للحياة المعاصرة؛ وإغفال الاهتمام بقدرات التفكير الحر الذي تنطلق منه الأشياء. وبذلك يتوهم الفرد المتمادي في الجماعة أنه خارج المحاسبة على الفعل والقرار الذي يتخذه تحت تأثير الآخر فردًا كان أو جماعة.
ولكن ما هي حدود حاجة الإنسان للحرية؟ الحرية في سياقها العام تأتي وفق أولويات الإنسان. وهذا يلتقي مع قول الرفاعي " الحرية " لا تتحقق بعيدًا عن مسؤولية الفرد تجاه ذاته، فكيف لذات أن تتحقق دون بلوغ حريتها أولًا! وهنا يعتقد الرفاعي بأن " لحظة تنتفي الحّرية تنتفي الذات "؛ فقد ارتبط مفهوم الحرية بوعي الإنسان بحقه من الكرامة والتقدير، لأن الإنسان أدرك أن خيارات الإكراه والتقييد الإجباري لا تصنع ذاتاً قوية مسؤولة؛ فالحرية تكشف عن الذات المختبئة خلف الأقنعة، فممارسة الحرية بمثابة خروج الإنسان بوجهه الأقرب للحقيقي، فحالة النهوض، لا تتأتى إلا من يقظة الفرد أي يقظة الذات، لأن هذه اليقظة تُشكل تحديًا في وجه السبات الجمعي، فيسعى للخروج عن نسق الجماعة وأنماطها المألوفة. لقد ساد لزمن طويل، وما زال قائمًا لدى بيئات كثيرة، نمط التنشئة الأبوية منذ الطفولة، بترسيخ مفاهيم الطاعة ودعم الشعارات الجماعية أياً كان نوعها وفكرتها.
وبالمجمل، فإنه بالرغم من أن " الإنسان في بدايته يكون مرآة شفيفة لحاضنه الأول، وعيّنة لمجتمعه الأصلي، ورأس خيط موصل لبقعته الثقافية الأولية، إلا أن كل ذلك لا يعني الانسجام في البيئة والتماهي في حواضنها الفكرية"، فالحرية ليست أمراً ناجزاً قبل أن نشرع باستعمالها، وجود الحرية يعني ممارستها، والحرية لا تتحقق بعيداً عن مسؤولية الفرد تجاه ذاته. والإنسان الذي يعنيه الرفاعي " هو مجموع معانيه " ويعرفه كـ " كائن عاقل، عاطفي، أخلاقي، ديني، جمالي، اجتماعي، تاريخي، متفرد، يتميز عن غيره من الكائنات في الأرض بالعقل، واللغة، والعواطف، والمخيلة، وتذوق الفن والاستمتاع بالجمال، ووعي الموت، والشعور بالزمان، والحاجة إلى الأخلاق والدين وإنتاج الميثولوجيا، والرموز"، غير أن الكمال ليس من ماهية الإنسان، بل من ماهية المطلق، أما النقص فهو من ماهية الإنسان، وهذا التعريف يقترب من الإنسان بوصفه ذات بشرية نامية بحاجة إلى تنمية القدرات والمواهب والسمات الإنسانية والفروق الفردية وفقًا لحاجتها الوجودية لهذه المعاني، والرفاعي هنا " لا يرفع الإنسان لدرجة الكمال، فلا نقص ولا خطيئة، ولا يحطه لدرجة الإسفاف والابتذال والاستعباد، لأنه يعتقد بكينونته الفريدة والناقصة في الوقت نفسه، والمتعطشة دائماً إلى وجود غني يروي ظمأها المزمن ويثري وجودها "، وبهذا يأخذنا تأمل الرفاعي لرؤية إنسانية لعلاقة الإنسان بالله وبالوجود من حوله.
ترى رجاء البوعلي أن المتتبع لقاموس لغة الرفاعي، ومنهجه الفكري يدرك أنه يقدم مفهومه بأن الحاجة إلى الإيمان متسامية في الوجود البشري منذ نشوئه وحتى لحظة موته، كحاجة أنطولوجية تجذب النقص نحو الكمال. هذه النظرة إلى العلاقة الوجودية بين الخالق والمخلوق تربطنا بعلاقة البشري المحدود مع الإلهي المطلق كعلاقة أصيلة في النفس البشرية. ليس هذا فقط، بل يذهب لما هو أشمل وأكثر رحابة، مُعتبرًا بأن لكل إنسان لغته وطريقته وأسلوبه في تجسير هذه العلاقة بالحق، فالحاجة الوجودية تتطلب تفاوتًا وتنوعًا يتناسب مع التنوع البشري الهائل، ويتجانس مع المستويات اللا نهائية للإيمان.
وتؤكد كاتبتنا ما ينتهي إليه الرفاعي بأنه لا يأتي بالإجابات النهائية على الأسئلة العالقة، بل يدعو للنقد والتأمل والتفكر والإنتاج الجديد بما يلبي حاجات العصر، وباستثمار مهارات التفكير والعقل النقدي لتحرير الإنسان من نمطية الفكر التقليدي المتجمد العصي على النمو " وأن ظمأ الإنسان وحاجته الأنطولوجية للدين، وطريق تطويق غربته الميتافيزيقية؛ تتأتى بانطلاقة الدين من الداخل نحو الخارج، ومن الفرد نحو الجماعة وليس العكس، وأن لا ينفصل ظاهره عن باطنه، وأن يكون الوازع الباطني للإنسان مشدودًا بقوة تتسامى نحو الخير المطلق؛ وأن الإنسان في رحلته الوجودية عليه أن يعي أن تحقق فردانيته يقترن بمحبته لله، وحتى يصل لمحبة الله لا بد أن يمتلك محبته لذاته ينطلق بها طرائق الحياة ليحقق ذلك الحب ويتحقق به.
بهذه القراءة تقدم لنا رجاء البوعلي رحلة يِقَظة إلى شيء من أطروحات ورؤى فكر عبد الجبار الرفاعي، الذي خاض غمار الحوزة العلمية في قم والنجف، وتنسم أجواء الفكر والتنظير بعيدًا عنها. وتأتي سيرته مفصلة في ثنايا صفحات هذه القراءة الجديرة بالاحتفاء، فبها تخرج رجاء البوعلي من سحر وادي عبقر الذي يكاد أن يستحوذ مع الإبداع الروائي والقصصي على ساحات الحراك الثقافي؛ لتقدم لنا عملًا جادًا يحمل روح التساؤل، ويحفز على التأمل والتدبر والنظر في بعض من المسلمات. إلا أن رجاء البوعلي اختارت طريقًا ينتظر منها المزيد. ولعلها بهذه القراءة التي بين أيدينا، قد وضعت قدمها على مسار قراءات أخرى لأعمال عبد الجبار الرفاعي تجوس فيها مكونات وآفاق فكره، وهي إن فعلت عساها تعرج على فهم ما يقصده الرفاعي من أن للدين مجاله الخاص، وتشّديده على ضرورة ألا يتخطى هذه الحدود.
وعما إذا كان الرفاعي يعني الدين بالمعنى المطلق، والتراث بمعنى التراث الإسلامي، ولماذا القطع بأن دراسة التراث ضرب من ضروب الاجترار، وأين تلتقي رؤيته مع " الوجودية " التي لم تر للإنسان من مصير سوى أن ينظر إلى داخله ويستنهض ذاته، لكنها سرعان ما تراجعت أمام مشروع الليبرالية الجمعي طارحة في حطامها تساؤلًا أساسيًا حول إمكانية أن تصبح الذات المنفردة جزءاً من ذات جمعية تقدمية منفتحة، ومفاهيمه حول الوسطية، والدولة الحديثة، وصراع الهوية بين التراث وتحولات العصر الذي تعيشه، وقناعته بأن المناهج الحديثة لا تحمل معها فكرها المجتمعي الخاص. وهل يرى في تفسير طرح محمد إقبال بأن لا صلة لقصة هبوط آدم كما جاءت في القرآن “ بظهور الإنسان الأول على هذا الكوكب، بل أريد بها بالأحرى بيان ارتقاء الإنسان من بداية الشهوة الغريزية إلى الشعور بأن له نفسًا حرة قادرة على الشك والعصيان “ نموذجًا لإعمال منهج الهرمنيوطيقا في إعادة اكتشاف المعنى؟ وما مدى تبنيه للهرمنيوطيقا في كليتها وفي طرح فلاسفتها، وما متمخض عنه من سياقات؟
وسواء اصطحبتنا رجاء البوعلي في قراءات أخرى لأعمال عبد الجبار الرفاعي أم لم تفعل، تظل قراءتها التي بين أيدينا عملًا يضيف اسمها إلى أسماء جيل آخذ في وضع بصمته على مشهدنا الثقافي.
***
بقلم: إياد أمين مدني / وزير الحج ووزير الثقافة وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي سابقًا.
...........................
* تقديم كتاب: هكذا قرأت عبد الجبار الرفاعي، لرجاء البوعلي،