قضايا
حسن عجمي: الهوية السوبر خلاّقة

الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله. هذه الهوية سوبر خلاّقة لأنها فعّالة في الإنتاج كإنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة. من هنا، ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن فعّالية الهوية مما يدلّ على أنه قانون صادق على ضوء نجاحه التعبيري.
فعّالية الإنسان وحريته
بما أنَّ الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله بينما الإنسان مُنتِج الانتماءات الإنسانوية والارتباط الإدراكي بين ماضيه وحاضره ومستقبله، إذن الإنسان فعّال في بناء هويته. وبذلك يتحرّر الإنسان من جراء أنه مُنتِج لهويته بدلاً من أن يكون وارثاً سلبياً لهوية مُحدَّدة سلفاً. هكذا ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن فعّالية الإنسان وحريته مما يشير إلى صدق قانون الهوية السابق. فالهوية غير مُحدَّدة مُسبَقاً لأنها إنتاج الإنسان لانتماءاته الإنسانوية وللارتباط بين تجاربه في الماضي والحاضر والمستقبل. ولا مُحدَّدية الهوية تطالب الإنسان بتحديد هويته باستمرار مما يحرِّره من أيّة هوية ماضوية ويدفع به إلى التطوّر المستمر من خلال إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة وكلّ الارتباطات بين ماضيه وحاضره ومستقبله. هكذا ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة أيضاً في التعبير عن استدامة التطوّر الإنساني.
إنتاج الحضارة والعدالة
علماً بأنَّ الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله بينما لا تتحقق الانتماءات الإنسانوية سوى من خلال إنتاج كلّ أنماط العدالة والحرية والإبداع والمعرفة، إذن تكمن الهوية السوبر خلاّقة في إنتاج كلّ أنماط العدالة والحرية والإبداع والمعرفة. هكذا ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن أنَّ هوية كلّ إنسان تتكوّن من إنتاجه لكلّ أنماط الحرية والعدالة والإبداع والمعرفة. فمن دون إنتاج الفرد للعدالة والحرية والمعرفة والإبداع، تتناقص إنسانية الإنسان لأنَّ إنسانيته متكوِّنة مما يصوغ من عدالة وحرية وإبداع ومعرفة فمن دونها لن يختلف عن الحجارة الفاقدة لأيّ إنتاج حضاري.
بكلامٍ آخر، تتكوّن الهوية السوبر خلاّقة من إنتاج الحضارة المتمثلة في الإبداع والمعرفة والعدالة والحرية مما يسمح للفرد في تعريف نفسه من خلال إبداعه وحريته وبما يُنتِج من عدالة ومعارف. هكذا يغدو الإنسان فعّالاً متى بنى هويته السوبر خلاّقة وذلك من جراء أنها هوية كامنة في إنتاج كلّ أنماط العدالة والحرية والإبداع والمعرفة. فلا تتحقق الانتماءات الإنسانوية الضرورية لنشوء الهوية السوبر خلاّقة سوى من خلال إنتاج كلّ أنماط العدالة والحرية والإبداع والمعرفة لأنَّ إنسانية الإنسان تكمن في إنتاج كلّ تلك الأنماط الحضارية.
الهوية الإنسانية والقومية والوطنية
ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن الهويات المتعدّدة والمختلفة لكلّ فرد كالهوية الإنسانية والهوية القومية والهوية الوطنية. وعلى ضوء هذا النجاح يكتسب قانون الهوية السوبر خلاّقة صدقه. فبما أنَّ الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله بينما من الانتماءات الإنسانوية الانتماء إلى الهوية الإنسانية الكامنة في تعريف الذات على أنها كينونة إنسانية غير منفصلة عن أيّ إنسان آخر، إذن الهوية السوبر خلاّقة تتضمن إنتاج الهوية الإنسانية. ومن الانتماءات الإنسانوية الانتماء إلى هوية قومية ووطنية بسبب أنَّ الانتماء القومي والوطني يُعبِّر عن بُعد إنسانوي أساسي ألا وهو احترام حقوق كلّ قوم ووطن كحق الأفراد المنتمين إلى قومية معيّنة في بناء أمة واحدة وفريدة وحق كلّ وطن في الاستقلال والسيادة.
من دون الهوية القومية الكامنة في تعريف الفرد من خلال قوميته والهادفة إلى توحيد القوم في أمة، تزول حقوق الأفراد الذين ينتمون إلى أمة معيّنة كحقهم في العيش في أمة واحدة. ومن دون الهوية الوطنية الكامنة في تعريف الفرد من خلال وطنه والهادفة إلى استقلال وطنه، تزول حقوق الفرد في العيش في وطن مستقل. على ضوء هذه الاعتبارات، من الانتماءات الإنسانوية الانتماء إلى هوية قومية ووطنية لأنها هوية تتضمن احترام حقوق أساسية كحق الأفراد في الانتماء إلى أمة ووطن. وبما أنَّ الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله بينما من الانتماءات الإنسانوية الانتماء إلى هوية قومية ووطنية، إذن الهوية السوبر خلاّقة تتضمن إنتاج الهوية القومية والوطنية. وبذلك ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن الهوية القومية والوطنية تماماً كما ينجح في التعبير عن الهوية الإنسانية.
الهوية الشخصية
ينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة أيضاً في التعبير عن الهوية الشخصية مما يشير إلى صدقه. فبما أنَّ الهوية السوبر خلاّقة = إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة × إنتاج الارتباط بين الذاكرة وتوقعات المستقبل وتجارب الحاضر وتجليات الارتباط الإدراكي والجسدي بين ماضي الفرد وحاضره ومستقبله، إذن الفرد يمتلك هويته الشخصية الخاصة من جراء إنتاج الارتباط بين ذاكرته (حيال ماضيه طبعاً) وتوقعات مستقبله وتجاربه في الحاضر وتجليات ذلك الارتباط الإدراكي والجسدي المتمثلة في امتلاكه للجسد نفسه في الماضي والحاضر والمستقبل وإدراك الارتباط بين ذاكرته وتوقعات مستقبله وتجاربه في الحاضر. فالفرد مالك لهويته الشخصية الخاصة بفضل ارتباط حالاته وقدراته العقلية والجسدية في كلّ مراحل حياته المختلفة في الماضي والحاضر والمستقبل.
إن لم ترتبط قدرات وحالات الفرد العقلية والجسدية عبر أزمنة حياته المختلفة، يفقد الفرد هويته الشخصية. من هذا المنطلق، الذي يُميِّز فرداً عن آخر هو ارتباط حالاته الإدراكية والجسدية عبر الأزمنة المختلفة وعدم ارتباط تلك الحالات بفرد آخر وإلا استحال التمييز بين الأفراد. فالاختلاف فيما نذكر وفيما اختبرنا (جسدياً وإدراكياً) في الماضي وفيما نختبر (جسدياً وإدراكياً) في الحاضر وفيما سوف نختبر (جسدياً وإدراكياً) في المستقبل يميِّز بين فرد وآخر. وينجح قانون الهوية السوبر خلاّقة في التعبير عن فردانية الفرد، أي هويته الشخصية الخاصة، لأنه يعرِّف الهوية من خلال إنتاج الارتباط بين ذاكرة الفرد (حيال ماضيه) وتوقعات مستقبله وتجارب حاضره وتجليات ذلك الارتباط الإدراكية والجسدية.
كلّ هذا يرينا أنَّ الهوية السوبر خلاّقة ناجحة في التمييز بين الأفراد على ضوء امتلاكهم لهويات شخصية مختلفة كما أنها ناجحة في التوحيد بين كلّ الأفراد من خلال هويتهم الإنسانية المشتركة الكامنة في إنتاج كلّ الانتماءات الإنسانوية الممكنة. من هنا، الهوية السوبر خلاّقة فن إنتاج التمايز والاختلاف والوحدة والتوحيد مما يسمح بتعدّدية الأفراد واختلافهم ووحدتهم في آن.
***
حسن عجمي