قضايا

قائد عباس حمودي: هل الشهوة تذهب العقل؟

الشهوة قد تؤثر على العقل وتجعله يصدر قرارات متهورة أو غير مدروسة، ومن الممكن أن يكون للأغراءات القوية تأثير كبير على التفكير العقلاني والتحكم بالذات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات قد لا تكون في مصلحة الشخص على المدى الطويل، لذلك من المهم ممارسة التحكم والوعي في مواجهة الشهوات للحفاظ على التوازن والاستقرار في الحياة .والشهوة إذا ام يتم التحكم بها بالشكل الصحيح، يمكنها أن تقود الإنسان إلى سلوكيات تتعارض مع مبادئه وقيمه. والشهوة عندما تكون قوية جداً، قد يصبح الإنسان غير قادر على التفكير بوضوح، أو اتخاذ قرارات منطقية، مما يجعله يركز فقط على تحقيق رغباته الفورية دون النظر إلى العواقب المستقبلية، وهذا التأثير قد يؤدي إلى مشكلات مثل اتخاذ قرارات تضر بالذات والأخرين وفقدان السيطرة على النفس، والانغماس في سلوكيات قد تكون ضارة . ومن هنا تأتي أهمية تطوير مهارات التحكم بالذات، مثل ممارسة التأمل، والتفكير النقدي، والتفكير في العواقب قبل التصرف الخاطئ. والوعي بهذه التحديات والعمل على تطوير القوى الداخلية والتحكم بالذات، يمكن أن يساعد الإنسان على مواجهة الشهوات في طريقة متوازنة ومحافظة على العقلانية. والشهوة هي واحده من قوى الطبيعة في الإنسان، وهي جزء من التركيب البيولوجي والنفسي الذي يدفعه لتحقيق رغبات معينة، سواء كانت جسدية أو نفسية، مع ذلك يمكن للشهوة أن تصبح قوى مسيطرة على الإنسان إذا لم يتم التحكم بها بالشكل الصحيح، وقد تؤدي إلى عواقب غير مرغوب بها .وعندما تكون الشهوة مصحوبة بالرغبات الغريزية، تجعل الشخص أقل قدره على التصرف بحكمة ورزانة، مما قد يؤدي إلى ندماً لاحقاً . وفي هذا السياق هناك فكرة شائعة هي (أن الشهوة تذهب العقل) وهي تشير إلى الحالة التي يفقد فيها الشخص السيطرة على قراراته وسلوكياته وذلك يسبب الرغبة الشديدة لفعل شيء ما، ومن الممكن أن ينجم عن ذلك مشكلات في العلاقات الشخصية، وفي العمل، وحتى في الصحة النفسية. والشهوة بوصفها جزءاً من الطبيعة الإنسانية لها دور مهم في الحياة، سواء كانت مرتبطة الجسيد، والنفس، والعاطفة، مع ذلك عندما تخرج عن السيطرة ممكن أن تتحول إلى قوه مدمرة تؤثر سلباً على حياة الشخص وعلاقاته، وحتى مجتمعة، والشهوة الغير موجهة قد تقود إلى الإفراط والانغماس في سلوكيات غير مرغوبة في المجتمع، مثل الادمان على الملذات المؤقتة، أو السعي المستمر وراء الرغبات دون الاهتمام بالواجبات أو المسؤوليات، وهذا يؤدي إلى انهيار القيم الأخلاقية، والروابط الاجتماعية وخلق حالة من الفوضى الداخلية والشعور بالذنب أو الندم. ومن الأساليب الفعالة للسيطرة على الشهوة والتقليل من تأثيرها السلبي، التأمل والتفكير وهما يساعدان على تهدئة العقل والتحكم بالأفكار والرغبات. وكذلك ممارسة النشاطات البدنية حيث أن الرياضة تساعد في تحرير الطاقة الزائدة والتقليل من التوتر الذي يغذي الشهوة، وايضاً الابتعاد عن المحفزات وتجنب الموقف، أو الأشخاص، أو المواد التي قد تشعل الشهوة بشكل مفرط . وكذلك البحث عن الدعم من خلال الحديث مع مستشار أو شخص موثوق به ممكن أن يساعد في فهم وتوجيه الشهوة بشكل صحيح. إضافة إلى ذلك التوازن في كل شيء هوه المفتاح للحفاظ على العقلانية والسيطرة على الشهوة، بما يضمن حياة أكثر استقرار وسعادة. وتظهر هذه المشكلة بشكل خاص بحالات مثل الإدمان على المواد المخدرة، أو الكحول، أو حتى الإدمان على الإنترنت، والجنس، في مثل هذه الحالات يصبح العقل مأسوراً بالرغبات، ويجد الشخص صعوبة في مقاومة الإغراءات على الرغم من أدراكه للضرر المحتمل، وللتغلب على هذا التأثير يجب على الشخص العمل على تطوير قدراته العقلية والنفسية التي تمكنه من مقاومة هذه الدوافع.

***

قائد عباس حمودي حميد

في المثقف اليوم