آراء

عبد الخالق الفلاح: الصحوة والوعي والسلوك

هناك امور كثيرة ومختلفة يحتاجها المواطن الواعي في هذه الوقت ليكمل اختياراته المصيرية في الانتخابات القادمة من خلال الصحوة التي يراد بها الاحياء والبعث والتجديد والتي لها مسؤولية تحدد علاقة الشخص بذاته وتحدد علاقته مع الآخرين ومع مكونات الحياة، والاختيار والمسؤولية هما مفاهيم مترابطة في حياة وهي يستوجب بها حِراك ينهض بأخلاق وسلوك الفرد والأسرة والمجتمع والأمة نهوضاً حقيقياً لا شكلياً لكي لا يكون حِراك يضر ولا ينفع يهدم ولا يبني يخرب ولا يصلح.

ويمكن اللجوء الى الوعي الظرفي في الكثير من الحالات باعتباره أساسًا جوهريًا في اتخاذ قرارات الناجحة عبر مجموعة واسعة من المواقف، التي تشمل الكثير منها حماية حياة الإنسان والممتلكات، بما في ذلك تطبيق القانون، والرعاية الصحية، والاستجابة لحالة الطوارئ، وعمليات القيادة والسيطرة العسكرية، والجهات مشغلة نظام النقل، والدفاع عن النفس وإدارة المؤسسات العامة والخاصة. ويُعتبر الوعي الظرفي غير الكافي أحد أبرز العوامل السببية الرئيسية في الحوادث المنسوبة إلى الخطأ الفردي. وفقًا لنظرية الوعي الظرفي الخاصة والإنسان يحتاج عند مواجهة موقف خطر إلى امتلاك عملية اتخاذ قرار دقيقة ومناسبة بما في ذلك إدراك الأنماط ومطابقتها، وتشكيل المخططات المعقدة والمعرفة النمطية البدائية التي تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة.

لا شك ان الاختيار هو عملية تحديد واختيار واحد من بين خيارات متعددة، فهو القرار الذي يتخذه الفرد بناءً على تفضيلاته وقيمه وأهدافه وظروفه الخاصة، ويعكس القدرة على التفكير وتحليل الوضع واتخاذ القرارات الصائبة وأفضل أنواع القرارات والاختيارات الحياتية الشخصية تتمحور دائمًا حول ما هو بنّاء وايجابي ومجزٍ للإنسان، وبخاصة ما يؤدي الى تطوير شخصيته الى الأفضل وجعل حياته الخاصة ذات قيمة ويستحق العيش فيها بشكل بنّاء.

تشمل القرارات الصغيرة اليومية والقرارات الأكبر والأكثر تأثيرًا مثل اختيار الوظيفة أو شريك الحياة، واختيار الأصدقاء وحتى اختيار السعادة والفرح أو اختيار الصراعات ويمتلك الأشخاص الذين يتمتعون بأعلى مستويات الوعي القدرة على إدراك المعلومات ذات الصلة بأهدافهم وقراراتهم، فضلًا عن قدرتهم على دمج هذه المعلومات لفهم معناها أو أهميتها، إلى جانب توقع السيناريوهات المستقبلية المحتملة أو المرجحة. تلعب هذه المستويات العليا من الوعي الظرفي دورًا جوهريًا في اتخاذ القرار الاستباقي ضمن البيئات المتطلبة.

الإنسان بطبيعته لا يستطيع الإقدام على فعل أمر دونما قناعة أو سبب يدفعه للقيام بشيء ما وهنا يظهر قوة الاختيار والتي هي أداة قوية تمكننا من تشكيل حياتنا وتحقيق أهدافنا؛ فعندما نفهم ونستخدم هذه القوة بشكل صحيح يمكننا أن نكون مسؤولين عن مصيرنا الشخصي ونحقق رضا أكبر، وتعزز الشعور بالتحكم الذاتي والاستقلالية، وتساهم في تحقيق النجاح والسعادة في حياتنا. وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على قوة الاختيار؛ في التعليم له دور، والمعرفة بمجموعة متنوعة من المعلومات والثقافات يمكن أن توسع الآفاق وتمنح وجهات نظر مختلفة، والعوامل البيئية المحيطة بالفرد يمكن أن تؤثر، وضغوط المجتمع، الثقافة، العادات والتقاليد، والتأثيرات الاجتماعية والثقة بالنفس والاعتقاد في القدرة الشخصية يمكن أن تعزز قوة الاختيار.. فلعل البعض يسأل نفسه في لحظة ما عن الذي يجعلنا ان يتخذ قرارات أصلا هي اختيارات ليست مجرد طفرات عادية، بل هي لحظات فارقة يمكن أن تغير مسار الحياة إلى الأبد. قد تكون لها لحظات تؤثر على حياة الإنسان سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو المهني او الاجتماعي، حتى يمكننا القول بأن كثير من أجزاء حياتنا سلسلة قرارات واختيارات، وهذه القرارات تتفاوت أهميتها؛ منها ما هو مصيري، اختيار شريك الحياة، واختيار الجامعة أو التخصص أو اي عمل دون غيره، وفي المقابل هناك قرارات لا يعبأ لها الشخص، ان القرارات السليمة تعني القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على تحليل شامل للموقف، والاعتماد على المعلومات المتاحة، وتطبيق الخبرات السابقة، لتشمل هذه العملية تحديد المشكلة، وجمع المعلومات، وتعين الخيارات، وتحليلها، واختيار الأفضل، وتنفيذ القرار المناسب، ثم تقييم النتائج بعد ذلك

***

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

في المثقف اليوم