آراء

وسام حسين العبيدي: الجواهري والساهر.. ما قيل فيهما وما لم يُقل..

في لقاءٍ متلفز، أجراه الإعلامي علي صادق مع الشاعر الدكتور حسين القاصد.. سأله المقدِّم عن أمور تخصُّ الشعر، سواء ما تعلَّق منها بالشعر الغنائي الذي غنّاه المطرب العراقي المشهور كاظم الساهر، من حيث الوزن الذي ينضبط في بعض ما جاء فيه، أو ما ذكره عن قصيدةٍ للجواهري تخص ذكرى عاشوراء، والرجل طرح رأيه - ولم يُلزم أحدًا به – بما يمثّل قناعته وفهمه للنص مستعينًا بسياقاته الظرفية، ومن المتوقّع جدًّا في عالمٍ تسودُهُ التفاهة، أنْ يكون الرأيُ المُخالفُ للوسط الجماهيري العام مُثيرًا مُستفِزًّا لهم، لا سيّما حين يتعلَّقُ الحديثُ بشخصيَّات لها ثقلُها في ذلك الوسط، مثل كاظم الساهر المطرب المشهور منذ أربعين عام، أو الراحل الجواهري الشاعر العراقي المشهور من بين شعراء عصره، وهما اسمان لا غبار عليهما؛ بما لهما من منجز كفيل بذلك التقدير الجماهيري، ولكن لا يعني ذلك أنْ تخلو الساحةُ ممَّن يرى فيهما أو في منجزهما ما يُشكِّلُ مثلبةً أو ملاحظة تخصُّ الموضوع أو الفن أو الموقف، فهي أمورٌ ترِدُ على كل صاحب منجز مهما كان رفيع المكانة في الفنِّ الذي برعَ فيه، فضلاً عن كون ذلك الجمهور المُستفزّ، لو فتَّشناه وسألناه عن قصائد كثيرة للجواهري، أو معاني وردت في شعره، أو فيما يخصُّ المطرب كاظم الساهر، لما وجدته مثلاً محيطًا ببعض التفاصيل التي تخصُّ أغاني مطربه المفضَّل، من حيث الكلمات أو اللحن أو الأداء، ولكن تجِد المفارقة في اندفاع ذلك الجمهور لتسقيط كلِّ من يقفُ منتقدًا بعض تلك الجزئيّات، أو لا يتّفق معها، أو من يُقدِّم قراءته الخاصّة في بعض ما ورد لذلك المشهور من منجز، وبهذا يتشكَّل الرأي العام عند هؤلاء بضرورة كبح من يُخالفهم الرأي، باختلاق أكاذيب على ذلك المُختلف من شأنهِا تقزيم مكانته اجتماعيًّا وعلميًّا، أو تضليل الرأي العام بأنَّ ذلك المُختلف يعاني عُقدًا نفسيّة، أو إظهاره بصورة (الحاسد) أو (الناقم) من شهرة ذلك المشهور، ومثل هذه الآليَّات النفسية عند الجماهير، تعمل على مصِّ الصدمة النفسيَّة لهم، والثأر لكرامتهم المجروحة بانتقاص من يرونه مثالاً للكمال، فيما لو راجعتَ ذلك المثال في لقاءاته ومنجزه، وأصغيتَ إلى اعترافاته، لوجدته لا يقدِّس مسيرته أو منجزه مثل تقديسه عند متابعيه، بل يعترف ببعض هناتٍ وقع فيها في مسيرته، أو تجده يندم على ما كان يصدر عنه من أداء، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ له دلالته بضرورة تطوُّر صاحب كل فن، وطموحه لما هو أفضل..

بالنسبة لي، فأنا أعلنها أنني قد لا أتفق مع استنتاج القاصد بخصوص أغنية كاظم الساهر (لا تحتج) بحسب ما قرأه في مضامين هذه الأغنية، بما لا علاقة لها بالوجدانيات التي تعارف الغناء العربيُّ عليها، واستجداء رضا المخاطبة منها، وكلُّ مختص بالأدب، اطّلع على تطور الشعر العربي الغنائي، يجده أنه مرّ بتحولات من حيث اللغة والفكرة، ويمكن لي أن أضع هذه الأغنية، ضمن التحولات التي مرّت بها القصيدة الغنائية، وتبقى للآخر حرية الرأي في قراءة أخرى ضمن اعتبارات ينطلق منها، فيراها مثلاً تعبر عن وجهة نظر "ناعمة" طرحتها السلطة مع وسائلها "الخشنة" لتأديب وإرهاب من تريد تأديبه وإرهابه.. وليس غريبًا أن تأخذ بعض القصائد الغنائية مدلولات أبعد ما تكون عن ظاهرها في سياقات اجتماعية وسياسية وثقافية يمر بها بلد من البلدان، وهل نسي العراقيون اغنية "ليل البنفسج" للشاعر الراحل مظفر النواب التي غنّاها الراحل ياس خضر، في ظرف سياسي مر به العراق، وقيل عنها ما قيل، حتى مُنِعت من التداول، وصار الاستماع إليها آنذاك تهمة من التُهم...؟! ويمكن لنا أن نورد احتمالا - لا أكثر - أن السلطة البعثية أدركت بعد هذه الاغنية ما يمكن تمريره من رسائل مضمرة يمكن للأغاني أن تحملها إلى الشعب بما يعبّئ الناس، مثلما أدركت - بفضل بعض الوشاة - ما لبعض النصوص الأدبية من قصص أو روايات ما يُشمّ من ورائها من انتقاد للسلطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولعل ما جرى للقاص الراحل عبد الستار ناصر حين أصدر مجموعته القصصية (سيدنا الخليفة) من منع لتداولها آنذاك، وزجٍّ لصاحبها في سجون المخابرات، وهو بعد ذلك كله يسأل: لماذا منعوها..؟ ولعل أمثلةً أخرى تغيب عن الذاكرة حين نستعرض "ملف الممنوعات" في زمن النظام السابق، أقول: ألا يمكن لنا أن نحتمل، أن السلطة - وهي قادرة على هذه الأشياء - أن تطوّعَ الأقلام، وتُنتج الأفلام، وتمسخ الحقائق، وتلوي أعناق النصوص، مثلما كانت تلوي أعناق الأبرياء من الناس من دون يرفّ لها جفن، فتكون أغنية لمطرب له شعبيته بين الناس، تحمل من المضامين ما تمثل إرادة السلطة وتوجّهاتها بصورة غير مباشرة.. وإلى الآن أقول بخصوص قراءة مضامين هذه الأغنية تمثّلُ رأيًا على أي حال، في قبال الرأي العام الذي ينفي عنها مثل هذا "التشفير" الدلالي، ويجعلها في ضمن تطور القصيدة الغنائية آنذاك، من حيث اللغة والأسلوب..

أما بخصوص رأي القاصد، بخصوص ما ذكره عن قصيدة الجواهري الرائيّة (عاشوراء) فهو - القاصد - لم يكتف بما توصل إليه لوحده، بل اتّكأ في قراءته تلك، على ما ذكره أقرب الناس فهمًا لمرامي الجواهري، وهو راويته المُحقِّق الدكتور الراحل محمد حسين الأعرجي، في كتابه (الجواهري - دراسة ووثائق) وهو من أميز الكتب وأنفعها عن الجواهري في سيرته ومنجزه الشعري، وقد أفادني كثيرا في دراستي الجامعية عن الجواهري التي طُبعت فيما بعد بعنوان (الجواهري ناقدا) عام 2012 إذ ذكر في معرض حديثه عن ظروف القصيدة، (أن الشاعر أراد أن يتعرض لياسين وحكومته ولكن تعرُّضَ الآمِلِ منهُ بمنصب، لا تعرُّضَ اليائس. وجليّةُ الأمر أنْ ضيَّقَ ياسين الهاشمي - ولم يكن قد مر على استيزاره عشرون يوماً- على طقوس الشيعة التي تقام إحياءً لاستشهاد الإمام الحسين، تضييقاً أرجعه الشيعة إلى حقدٍ طائفيٍّ دفين؛ إذ كان قد منعها أو كاد. ومن هنا كان سقوط وزارة الهاشمي موضع شماتة وفرح في مدينة النجف. وإذا أن يرثي الجواهري - لأول مرة في حياته - الإمام الحسين في قصيدة أمرٌ له معنيان هما:

الأمر الذي ذكرته، وقد أشار إليه الشاعر من طرفٍ خفيٍّ بتقريره أن يزيد بن معاوية نفسه قد تأثر بمقتل الحسين، وأنه لولا بعد المسافة بين الشام وكربلاء لكان رسم ليوم الطف نهاية أخرى:

على أنَّهُ بالرغم من سقطاته

وقد جاءه نعيُ الحسين تأثَّرا

*

فما كان إلا مثلَ قاطعِ كفِّهِ

بأخرى، ولما تاب رشدٌ تحسرا

*

وأحسبُ لولا أن بعد مسافةٍ

زَوَتْ عنهُ ما لاقى الحسين وما جرى

*

ولولا ذحولٌ قُدِّمتْ في معاشرٍ

تقاضَوا بها في الطف دَيناً تأخرا

*

لزحزحَ يوم الطفِّ عن مستقره

وغيّر من تاريخه فتطورا "

ومعنى قوله أنه إذا كان موقف يزيد نفسه كذلك فما معنى أن يكون الهاشمي في موقفه من إحياء ذكرى الإمام الحسين، والتفجع عليه أكثر تشدداً من يزيد. وقلت: إن الجواهري أراد أن يتعرض بهذه القصيدة - فيما أراد - أن يتعرض لياسين تعرّض الآمل منه بمنصب، لا تعرض الآيس، ويمكنني أن أُدلِّلَ على قولي ذلك بثلاثة الأبيات الأخير من قصيدته إذ أنه بدا فيها وكأنه يريد أن يمسك العصا من وسطها في لومه الشيعة على ما بالغوا فيه من أمر تأريخ الحسين ومن أمر تحريفة)1.

وقضية اللوم التي صوّرها الجواهري في قصيدته عن يزيد، لم تكن من بنات أفكاره - إذا أردنا الموضوعية - فهي مطروحة في كثير من كتب التاريخ المعتبرة عند المسلمين السُنّة، وأنه تألّمَ على مقتله وألقى شناعة هذا الفعل على ابن زياد، فضلا عن بعض كتب الشيعة، ومنها ما ورد في كتاب (الخصائص الحسينية) لأحد كبار الشخصيات  العُلمائية، وهو آية الله الشيخ جعفر التستري/ الشوشتري (ت: 1303هـ)، إذ كان مرجعا من مراجع عصره، وكان يُلقّب بفقيه الخطباء، وخطيب الفقهاء، لشهرته، وأن كتابه المذكور آنفًا لا يستغني عنه الجمُّ الغفير من خطباء المنبر إلى يومنا هذا، وفيه أورَدَ – في باب من أقام مجلس العزاء على الإمام الحسين بعد استشهاده - ما نقله المؤرخون أن يزيد أقام مجلسا للنياحة على الإمام الحسين، وأنه أمر زوجته بالبكاء والعويل عليه، وتارةً يجعل الشوشتري يزيدا ينال شرف رثائه – من بين من رثوا الإمام الحسين – والبكاء عليه، وتارةً يجعله في مقام المستمع لمجلس العزاء، ونساءه من الصارخات واللاطمات على الخدود بموافقةٍ من يزيد2. فإذا أردنا إدانة الجواهري في ضوء ما فهمناه من فحوى أبيات هذه القصيدة، لنا أيضًا في الوقت نفسه، أنْ نُدين ما ورد في كتاب (الخصائص الحسينية) بما فيه من مضامين تتفق وما ذكره الجواهري.

بمعنى أنه لا يحق لنا أن نحاكم وعي الجواهري بوعي عصرنا وما توصل إليه العلماء في كثير من مجالات العلم والمعرفة والثقافة، فهو - الجواهري - مهما كان طليعيًّا تقدّميًّا، ولكنه يبقى رهين ظرفه التاريخي والسياسي والاجتماعي والثقافي، ويبقى شاعرًا على أي حال، تتجاذبه الرغبات والأهواء من هنا وهناك، ومع ذلك يُحسب له خروجُهُ الواعي على ما كان راتبا في عصره من ظروف وأوضاع وتقاليد تململ منها ودعا إلى نبذها، وسخر منها في بعض قصائده ومقالاته، في حين لم ينبس كبار رجالات عصره – في مختلف المجالات -نقدًا لها أو دعوةً لنبذها.

ومن يقرأ شعر الجواهري بإنصاف في مقتبل عمره الشعري، ويقارنه بما بعده من عقود الخمسينات والستينات - وهي ذروة الوعي التقدمي الذي وصله الجواهري - يجده مُتحرِّرًا عما كان عليه في سابق عهده، وهذا حال كل مفكر واعٍ لا يأنف - أو تأخذه العزة بالنفس - أن يراجع بعض ما كان يعتنقه من أفكار أو نظريات أو منطلقات آمن بها في السابق، ورآها اليوم غير صحيحة، فلم يقفل عليها عقله، بل يُصرّح بنقده لها، ولعل الجواهري كان من أكثر الشعراء جلدًا لذاته، في قصائد كثيرة، فإذا أردنا الإنصاف علينا أن نحاكم كل من كان في عصر الجواهري، وكل من سبقه بما كان سائدا من أوضاع وتقاليد تمثل ذلك المجتمع، لا أن نُفرد الجواهري ونضعه المقصِّر الوحيد في قفص الاتهام.. ويكفي الجواهري اعترافاته الشعرية التي أراها شجاعاً قلّ نظيرها بين الشعراء، فضلا عمّن سواهم، فمن هو يا ترى الشاعر الذي قال عن نفسه في قصيدته (معرض العواطف)

أبرزتُ قلبي للرماة معرَّضا

وجلوتُ شعري للعواطف مَعرِضا

*

ووجدتُني في صفحةٍ وعقيبها

متناقضاً في السُخْط مني والرضا

*

ومدَحْتُ من لا يستحقُّ، وراقَ لي

تَكفيرتي بهجائِه عما مَضى

*

نافقتُ إذ كان النفاقُ ضريبةً

متحرِّقاً من صَنعتى مترمِّضا

*

ولكم قَلِقتُ مسهَّداً لمواقفٍ

حَكَمت عليَّ بأن أداري مُبغِضا

غير الجواهري الذي عبّرَ بكل أريحية عن تناقضاته، وعن تقلّباته، والقارئ لا يريد من الشاعر غير شعره بما فيه من إمتاع أو غيرها من المضامين التي تتعلق بالجوانب العامة التي تمس المجتمع، وتطالب بحقوقه والدفاع عنها. أما الصدق فلا يُراد - بحسب قول الجرجاني في وساطته لمن رمى المتنبي بالكذب- إلا من الأنبياء.

ولعل ما كان يُسقطه الجواهري على مادحيه، يمثِّل لنا وعيه المرتهن لثقافته التي هي جزءٌ من ثقافة عصره، فحين يشبِّه مادحًا "مزاحم الباچچي" - وهو سياسي عراقي تقلّدَ عدة مناصب في داخل العراق وخارجه - بالزعيم الإيطالي "موسوليني" في بيت ورد ضمن قصيدة يخاطب بها الباچچي:

فيكَ - لولا أمـةٌ جاهـلةٌ-

شبهٌ يُدنيكَ من (موسولني)

من دون أن يعترض هذا الممدوح على هذا التشبيه، يكشف لنا بوضوح ثقافة أبناء ذلك العصر ومدى وعيهم، في حين لو جاء شاعرٌ في عصرنا هذا وأراد مدح قائد من القادة أو الزعماء بتشبيهه بالزعيم (موسوليني) لعَدّ ذلك التشبيه إهانةً له ما بعدها إهانة؛ لما اقترن به اسمُ هذا الزعيم بالجبروت والطغيان والاستبداد الفاشي...!!

وهكذا الحال لو قلّبنا الكتب والدواوين والمجلّات في كل عصر، لما استغربنا أن نجد آراء ومواقف لرجالٍ من شعراء أو مثقفين أو فقهاء ورجال دين، أو مفكرين في مجالات علمية، تُخالف ما نراه اليوم من حقائق - نعدُّها في نظرنا حقائق ولكنها قد تكون نسبيةً لم ينظر السابقون لها مثلما نظرنا لها الآن - أو مواقف، فهل يتطلَّبُ منا التشهير بأصحابها...؟ ونشطب على كل ما صدر لهم منجز؛ لكونهم لم يروقوا لنا في ذلك التوجُّه، أو لم يوافقوا ميولنا في هذه الجزئية أو تلك، أو الأَولى بنا أنْ نُحسن بهم الظن - على أقل تقدير - وننظر لهم نظرةَ تجلّةٍ لمنجزهم بصورة عامة، إن كان فيه نفعٌ للصالح العام، أو أسهم بصورةٍ أو بأخرى في ارتفاع منسوب الوعي الثقافي والعلمي بصورةٍ أفضل مما كان عليه في السابق، ونُشخِّص وفقًا لذلك ما نراه جيِّدًا يعبِّر عن أصالة منجزهم، وما نراه سوى ذلك لا نعبأ به، من دون أنْ يكون ذلك سببًا لتجريمهم أو بخس منجزهم بقضِّه وقضيضه..

وليس من المروءة والإنصاف، أنْ نُشيح النظر عن أسماء شخصيات لها مقامٌ محترم/ مقدّس في كياننا الفرديّ أو الجمعي، ولا نضع أقوالهم أو مواقفهم تحت طاولة التشريح أو المعاينة النقديّة مثلهم مثلُ سواهم؛ لأن الحديث عن هؤلاء سينعكس سلبًا في القدح بصورة الكيان المذهبي أو الثقافي أو القومي الذي نعتزُّ بالانتماء إليه، ونكتفي بنبش قبور من ليس لهم كيانٌ يُدافع عنهم، ونتسابق بعرض ما يُحسب عليهم من هفوات وإخفاقات نظنُّها شجاعةً وفروسيّةً، وهي ليست من الشجاعة والفروسيّة في شيء...!

لا أعرف كيف انساق الكلام إلى شجونٍ نعيشُها يوميًّا، ونقاسي سياط الأحكام الجاهزة، والآراء المُطلقة في تقييم الكبارِ في منجزاتهم، ولم يكن الصديق "القاصد" مقصودًا بكل ما ورد آنفًا، إذ كان رأيهُ منحصرًا في موارد تحدَّثنا عنها سابقًا، ولكنْ يُحسَبُ له أنَّه فتحَ قريحتي للحديث عمَّن ينطبق عليهم الكلامُ أعلاه، لمن يريدون – في متخيّلهم الموهوم - من الشاعر أن يكون بريئًا من كلِّ زلّةٍ أو عَور..! والشاعرُ مهما كان عظيمًا في حقيقته ليس إلا إنسانًا تجتمع فيه الحسنات إلى ما سواها، وهذا ما عبَّرَ الجواهريُّ عنه خير تعبير في تأبينه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر:

لا يعصم المجدُ الرجالَ وإنّما

كان العظيمُ، المجدَ والأخطاءَ

***

د. وسام حسين العبيدي

..............................

1- الجواهري – دراسة ووثائق: 104 - 106.

2- ينظر: الخصائص الحسينية، المطبعة الحيدرية، ط1، انتشارات الشريف الرضي، إيران: 175 – 176 .

في المثقف اليوم