نصوص أدبية
هادية السالمي: هنا كنتُ
صَخُوبًا يُطلُّ عليَّ رداؤُكِ
من شُرُفاتِ الهشاشةِ والشّجنِ.
ووجهُكِ يهطِلُ آهًا وأسئلةً.
يُطالعُني بِلَظَى الْبرتقالِ
وفيْضِ مَدامعهِ.
ولِلْبُرْتقالِ إذا ما شكا
صَخَبٌ ومُنَاحَاتُ مِجْمَرَةٍ.
وما في الرّمالِ خِضابٌ ومِدْفَأَةٌ،
وما في السماء جناحٌ ومائدة.
تَقَصَّدَ - مِنْ شوْقِهِ - الْبرتقالُ
وما طَبَّبَتْهُ يَدُ الشَّوْقِ لَمَّا اشْتَكَى.
وها قدْ تَشَرَّبْتِ منه الْوَجِيفَ
وعِطْرَ مَدَاخِنِهِ.
*
صَخُوبًا يُطِلُّ عَلَيَّ رِدَاؤُكِ
مِنْ شُرُفاتِ الْهَشاشَةِ والشّجنِ.
ويَحْضُرُنِي نَقْلُ " كَلْحَبَةَ الْعُرَنِيّ
لِوَقْعِ النِّبالِ على الْبَلْدَةِ (*)…
فَيَغّتالُ وَجْهَ مَجَازي
هُطُولُ جِمَارِ الصَّرِيمِ
بِكُرَّاثِهِ الْنُزِّعَ…
ويرْتَشِفُ الْعَصْفُ كأسي
وأزهارَ أُغْنِيَتي.
وهذي الْمَرايا تُرَوِّعُني
بِضَبابٍ بِلا زَمَنٍ.
بِأَعْيُنِها، سُنْبُلاتٌ بِلا دَسَمٍ.
وفيها شُجَيْرَاتُ غارٍ بِلا وَرَقٍ…
*
يُحَدِّثُني الْغارُ
عنْ شَهَقَاتِ أكالِيلِهِ
ومَوَاجِعِهِ.
يقول: " تَهَيَّفَ وجهي
وزَمَّلَني الْهَيَفُ…
هنا كُنْتُ
مُذْ شَهِقَ الْقَمَرُ.
ولازلْتُ أَلْثِمُ وَجْهَ الرّمالِ
وقدْ ضَعُفَ النَّظَرُ.
هنا، لا أزالُ
أَهِيمُ بِبَلُّوطَةٍ
يَرْتَوِي بِمَدامِعِها جسَدِي.
ولا زلْتُ
أَضْفِرُ مِنْ شَجَنِي
وَرَقًا تَتَعَجّبُ مِنْ نُورِهِ الْمِحِنُ…
***
بقلمي: هادية السالمي دجبي- تونس
....................
(*) اقتباس من "كلحبة العرني" في وصف أثر النبال في جسد فرسه إثر إغارة عليها… (المفضليات)
- البلدة: وسط الصدر من الفرس.






