نصوص أدبية

عبد الهادي الشاوي: الضفة الأخرى

الضفة الأخرى سهل طيني يغمره الماء وتظلله الازهار وينمو العشب سريعا فيه يأتيه المد في الصيف كمجيء الضيف فيسقي الجرف المخضر وما يحويه أني أجلس بعيدا عنه

لكني أشعر أني أحكيه هذا قدر من يعشق

والعشق يبدو في حرفي وطن لا يمكن لي أن أنفيه أحمله دوما اظهره حتما

لا أخفيه والحمل ثقيل

لكني لا أتركه أو أعطيه قد أروى بعض حكايات عنه يتناولها الماضون على جرفيه

قال الراوي كنا ننتظر من ينقلنا عبر النهر من هذا السهل الاخضر الي ضفة النخل وبيت الاهل،وذلك أمر نعنيه ونعانيه، وكنا نتعب أحيانا حين نناديه

واخيرا نحظى بالزورق ونعطي الأجرة بالحق وبما يرضيه، لكن أمرأة صعدت معنا، رفضت ان تعطي ما نعطيه،

فاشتاط الشيخ (صاحب الزورق) وخاطبها بصوت عال: اني سارجعك الى ذاك الصوب وتلاقين الذي تلاقيه!

قلنا ندفع عنها، رفضت وقالت ارجعني يا شيخا أبلاه الدهر ولم يعرف ماضيه، كانا

في َ منتصف النهر، ونحن على الجرف راينا الضحكة تشرق من فيها ومن فيه، فاستغربنا، فإذا هي أمراته جاءت عن عمد تختبره، ففتعلت ما لا يرضيه غيرت صوتها ووجها بخمار ظلت عنا تخفيه!!!!!

***

عبد الهادي الشاوي

 

في نصوص اليوم