نصوص أدبية
رعد الدخيلي: شقشقة الفراق!

تناءت وانتمت يوماً وراحت
إلى أقصى الدّيار فلن تعودا
*
إذا عادت؛ فلم ترجع بأمسٍ
ولن تأتي من الشّوك الورودا
*
لأنّ الغصن مقطوعٌ؛ فأضحى
يباساً أجرداً.. جذراً وعودا
*
إلى أنْ شاب فوديها بياضٌ
وطاف النّجمُ في الصَّدغين سودا
*
رأت ما كان في أمسٍ جفاءً
لنور الله مذ عمَّ الوجودا
*
فعاد اليومَ ما فيها وضيئاً
بروح كان يحويها وليدا
*
وذي كالحُور قد عادت إليهِ
أخاً قد صار في أختٍ سعيدا
*
فيا أختاه؛ ما أحلى زمانٌ
يعيد المرءَ في الدُّنيا جديدا
*
وما أقساه من عمرٍ تمادى
إلى منفاه مقصيّاً طريدا
*
فيا دنياي لا تبقي نفوساً
عنيداتٍ، ولا تبقي العنيدا
*
عسانا ﷲ يعطينا.. فنحيا
- كما أعطى - لنا عمراً مديدا
*
نموسق ما مضى لحناً قديماً
ونعزفُ حزننا ناياً وعودا
*
فقد ملَّ الفؤاد.. كما مللتِ
فحان الوقت.. هيتِ أنْ نعودا!
***
رعد الدخيلي