نصوص أدبية

رافد القاضي: وميض اليقين

يَطلُّ طيفُكِ...

في مرايا الغياب

يلمَحُكِ الليلُ...

في صمتِ نجومه

كأنكِ أخذتِ معكِ

كلَّ الحلمِ ووَهجَ الرُّوحِ

صهرتِ شموعي

في صمتٍ مصلوب

فيبردُ قلبي…

كنسيمٍ بلا أثر…

*

قطرةُ ندىً تتسلَّلُ

تلمسُ وجهي المُرهَق

بنسمةِ عِطركِ العابر

تهزُّ أوتارَ

قلبي الخافت

برعشةٍ خفيَّةٍ

على جفوني

تتغلغلُ روحُكِ…

فتسيلُ دموعٌ صامتة

كما يسيلُ الماءُ

من نبعٍ…

*

سُبْحةُ أيّامي تَفكَّكَتْ

مثلَ خيطِ

ماءِ الغروب

قلبي دامِعٌ

من أثرِ اللَّحظة

بينَ الانكسارِ والضياع…

طيفُ اليقين...

روحُ عصفورةٍ من ندى

تُمشِّطُ زوايا اليأس

تمدُّ جناحيها…

بينَ الشجرِ والحزن

تتأرجحُ في الفضاء

تبحثُ عن الضَّوء

تزرعُ وميضَ النور…

على أغصانِ اليأس

تتركُ أثرَها

في كلِّ غُصن…

*

كل شيء بلا طعمٍ...

بلا لونٍ... بلا نبضٍ…

وأصواتُ الفجر

لم تعد تصدح…

والوردُ لم يبتهج

لنسيمِ البدايات…

كل شيء صامت

كأن العالم أوقف قلبه

والدنيا بلا ملامح

تتجاوزنا بلا رحمة

والوحشة تكبر

مع كل لحظةٍ تمرّ

تثقل السماء...

وتملأ الفراغ

بصدى الصمت…

*

كوني هنا…

أجيبي...

عن صمتِ أيّامي

وازرعي...

في القلبِ حياةً

وامسحي ثِقَلَ الأيّامِ

ببساطٍ فضّيٍّ للسماء

حتى يصبحَ الليلُ…

كأسًا من الضّوءِ والحنين

واحْمِلي لي...

كلَّ ما فَقَدْتُ...

في السنينِ الطّوال…

*

أَينَ أَنتِ…؟

الفراغُ يلتهمني

أرواحُنا تنعكسُ

في مرايا الصمتِ

والسماءُ تصرخُ لنا

بألوانِ الحنينِ...

والدهرُ توقف

عن التنفسِ

كأنَّ الزمنَ تجمَّدَ

في لحظةِ انتظارٍ

وأنصهرتِ الساعاتُ

في لهيبِ الفراغِ…

والأيامُ تتكدسُ

فوق بعضها

والشمسُ تشرق

بلا وهجٍ

والقمرُ يبتسم

بلا روحٍ…

*

وميضٌ واحدٌ

منك يكفي

لتعرفَ الوحشةَ...

أن طريقها

لم يدم طويلًا

وتعودَ الحياةُ...

إلى القلبِ المعلّقِ

بينَ الانتظارِ والذكرياتِ

وتفتحُ الحدائقُ زهرَها

ويصبحُ النهرُ قصيدةً

تروي صبرَ العاشقينَ

والشجرُ يهمسُ باسمكِ

والطيورُ تعيدُ

ألوانَ المساء…

*

ازرعي الندى…

أضيئي

زوايا الليلِ الباردِ

واملئي الصمتَ

بما يشبهكِ

وعلّمي الأيامَ...

أن الحبَّ حاضرٌ...

والانتظارَ

لم يذهبْ هباءً

وأنَّ النورَ

لم ينسَ الطريقَ…

*

كوني هنا...

برقٌ رقيقٌ...

قلبٌ ينتظرُ نوركِ…

وكلُّ شيءٍ

في الليلِ

يختبئُ بظلِّ الفراغ…

ويترقبُ وميضَ اليقينِ

كشعاعٍ يلوحُ

في الأفقِ…

وتعيدين النفسَ

التي ضاعتْ...

في الصمتِ الطويل…

***

د. رافد حميد فرج القاضي

 

في نصوص اليوم