نصوص أدبية
سعد غلام: كَيْفَ تَجَمَّلْتُ بِالآمَالِ؟
(على تخوم الرؤيا)
كَيْفَ تَجَمَّلْتُ بِالآمَالِ؟
وَأَيْنَ يُقْتَادُ السَّبِيلْ؟
هَلْ إِلَى اللّا–أَيْنِ؟
سُؤالٌ يَطْرُدُ ظِلّي
فِي مَتاهاتِ التَّهْجِيرْ.
إجَابَةُ صَدْري نازِفَةٌ،
مِنْ ضِلْعِ غَيْبٍ
لا يَنْطِقُ إلّا
بِوَحْيٍ مُنْكَسِرٍ،
مُغْرِقٍ بالتَّسْيِيرْ.
اِنْشَقَّ الجِسْمُ، وَأَنْهَدَ قَلْبي،
وَجَفَّ زَيْتُ القِنْدِيلِ عُمُري،
فَانْكَسَرَ بَيْرَقٌ خَجِلٌ
فِي لَيْلٍ يَسْحَقُ خُطاهُ،
وَيَمُدُّ دُخَانًا
لا يَسْتَدِيرْ.
لا ضَوْءٌ يَبْزُغُ فِي نَفَقٍ،
لا نُورٌ يَسْنُدُ خُطَايَ،
لا وَشْكٌ يَحْفَظُ جُرْحي،
لا أُفُقٌ يَسْتَرْجِعُ
لَحْنَ مَسيرْ.
طَفِقَتْ «جُودِيُّ» تُصَلِّبُ صَوْتًا،
والجَبَلُ المُنْهَدُّ يُرَدِّدُ
هَمْسًا كالعِهْدِ الأَوَّلِ،
فَفَاضَ المُحالُ، وَعادَ الظِّلُّ
يُطارِدُ ظِلًّا
فِي جَلْجَلَةٍ
لا تُعْرَفُ فِيمَ تَسيرْ.
فَمَا نَفْعُ حِبالٍ تُطْلَى
بِمِلاحِ القَلَقِ العاتِي؟
وَمَا نَفْعُ الغَوَّاصِ
إذَا عَالَى المَوْجُ
وَأَقَامَ عَلَى المَاءِ
نُدوبَ المَصِيرْ؟
رَكِبَ البَحْرَ،
وَأَبْوَابُ المُخْرَجِ مَوْصُودَةٌ،
يَسْرِي فَوْقَ العَتَمِ،
عُبابٌ، ضَبابٌ،
وَظِلالُ مَاءٍ
تَطْمُرُ ظِلًّا
فِي غَيْهَبِ التَّسْيِيرْ.
بِالصَّمْتِ أَلْتَحِفُ المِحْنَةَ،
وَأَزُمُّ صَبْرِي كَنَبِيٍّ
يَصْعَدُ فِي «سِدْرَةِ غَيْبٍ»
يَحْرُسُ لُغْزًا
يَمَّمَ وَجْهَ النُّورِ،
وَلَمْ يَبْلُغْهُ التَّعبِيرْ.
أَكْتَرِصُ نَفَسِي… أُرَقِّعُهُ
رَجاءً يَسْنُدُ رُوحًا
تَتَفَلَّتُ فِي سِربِ الرُّؤْيا،
أَرْتَقِبُ المَجْهُولَ…
وَأَرْتَقِبُ
مَا لا يُؤْمَلُ،
وَمَا لا يُرْتَجَى
فِي سِفْرِ التَّفْسِيرْ.
*
الكودا
وفي آخر السَّفْرِ،
تَبْقَى الآمالُ
خُيوطَ نارٍ
تَنْسِلُ مِنْ كَفِّ الرِّيحِ،
تَجْرَحُ،
تُضِيءُ،
وتَجْهَلُ
أَيَّ لَيْلٍ تُريدُ…
وأيَّ فَجْرٍ
يُريدُها.
***
د. سعد غلام






