نصوص أدبية
زياد السامرائي: السائل والمحروم
كلُّ هذا قد مضى..
ماذا تبقّى لكَ أيُّها الليلُ
إلّا أَن تجُرَّني من أَطرافكَ،
تأُزَّ الَّذي اصطفّتْ مواجعُهُ حجراً في جفون الأيام
ترمي بهذا الصَّلصالِ البريءِ
في فجرٍ وصل متأخرا إليه
*
اُكتُبْ لي عن جُرحكَ
أو كيف يقرأُ المُشرَّدونَ حِكمتهُم
كيلا ينامَ بين سطوري وجهُكَ العابس.
أيها الليلُ الراكد،
افتحْ لي نافذةً... ضوءَ قصيدةٍ
أو من بابكَ العتيقِ درباً
يمرُّ منهُ طيرُ ذكرياتكَ المستحيل
يسرقُ ريشَةَ خيالكَ من نهرٍ يبِسَ قلبُهُ
ومات في يده القمر.
*
يرسمُ نخلةً وحيدةً هدَّها الأَرق
وشمساً لا تمرُّ على السُّكارى
*
سَئِمَ الحُبُّ يقول
كلّما غفا على ظلِّ طفولتهِ
حسبَ ثمة بَهجةً تشعُّ من نجمٍ بعيدٍ
عليه أَنْ يحرّره
يُطلقه في البراري
بين غزلانِ كلماته وفمه المفتوح.
*
لا بأسَ أَنْ جرّني الحلم من ثيابي
لأصعد إلى رحلتي
أَنتَ السّائلُ والمحروم
اذهبْ لثلاثِ قبلاتٍ
وتوكّل على الحبِّ
*
هكذا يلوذُ بنبضهِ الشمعُ
يجرُّ أنفاسه
ويتَعافى قبلَ الموت
رعشةً من ضياء
***
زياد كامل السامرائي






