نصوص أدبية
مجيدة محمدي: لا معنى لكم بلا وطن

أيّها الشعراء،
ما جدوى أن تلمع حروفكم في المجرّة
كأقمارٍ مصقولة،
إن لم تهبط على التُّراب،
فتعفّر جبهتها بعرق الوطن؟
*
ما جدوى أن تُرنّموا بالأوزان
وتُزخرفوا المعاني بأصداف البحر،
إن بقيت قواربكم
تطفو على سطح الوهم،
ولا ترسو في مرافئ الجراح؟
*
أيّها الشعراء،
الكلمات ليست مرايا للزهو،
إنّما مطارق تكسر جدران العتمة.
القصيدة ليست غيمة عابرة،
إنّما غيثٌ يطفئ نار الحصار.
*
أيعقل أن تغنّوا للنجوم
والأرض تئنّ تحت ثقل الدم؟
أيعقل أن تفرشوا للقصائد أجنحةً من بلّور،
بينما أطفال الوطن
ينامون على شوك الخيام؟
*
أيتها الكلمات،
عودي إلى حقيقتك الأولى،
إلى كونك سيفاً يشرع في وجه الظلم،
إلى كونك مرآةً تمسح دمعة أمّ
وتحتضن كفن شهيد.
*
أيّها الشعراء،
لا معنى لكم بلا وطن،
ولا وطن بلا صراخ الحروف
حين تُنشد العدالة،
ولا عدالة بلا دمعة تجفّ
على جبين القصيدة.
*
فلتكن الكلمة جذراً،
والقصيدة نهرَ ملحٍ ودمع،
وليمشِ الشعر عارياً،
حافياً،
حتى يلمس وحل الأرض،
ويصير تراباً،
ويصير صرخةً،
ويصير خلاصاً
***
مجيدة محمدي