نصوص أدبية
يوسف جزراوي: صلاةٌ في لُجّةِ الطُّوْفَانِ

مِنْ جَوْفِ الطُّوفانِ
وَفِي أَمَلٍ ميئوسٍ مِنْهُ...
حاولتُ لفتَ أنتباه الله بِلهجةٍ بغداديّةٍ ولِدت معي
أسمعتْ مَنْ بِهِ صممٌ:
إِلهِي...
الْمَدِينَةُ المَعْروفةُ بَيْنَ الأممِ بِمدينةِ السّلَامِ
رغمَ أنَّ اسمها الحقيقي أَرْمَلَة الفرح
لَمْ يَكُنْ لَهَا مَلْجَأ سِوَاكَ
فَكُلّما عَزَّفَت قيثارتُها صَافِرَات الْإِنْذَار
وَأَطْفَأْتِ الْحُروبُ والنَّكْبَاتُ مصابيحَ شوارعِها....
أَوْقَدتِ الشُّمُوعَ لَكَ صلاةً!.
وهُوَذَا الطُّوفانُ أُطْفَأ شُمُوعها...
فهَلْ ستَتَقَبَّلُها فِي الْمَلَكُوتِ السَّمَاوِيِّ
بِلَا وشاحٍ أسودٍ
ودونَ ثيابٍ مُبقَّعةٍ بِالدّماءِ؟!.
فيَارّبُّ هَذِهِ المَدِينةُ القِدِّيسُةُ لَمْ تَقْتَرِف خَطِيئَةً
وإنّما تَوَارَثْت خَطايَا حُكَّامهَا
الحاكمُ تِلْوَ الحاكم!.
لقَد كَانَت جائعة للطُّمَأْنِينَةِ
وَلَمْ يُطْعِمُها سِوَى مُهَدْئَاتٍ
تَلُوكها مَا بَيْنَ حربٍ ومَأْساةٍ وطوفانٍ...
فهَلْ سيُعِلْنُ العالم الحدادَ عليها ثَلَاثَة أَيَّامٍ؟
أمْ ستقولُ لَهَا:
" اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ...إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ "؟.
مَهْلاً يَا الله:
بقيَ لِي أن أقولَ لَكَ:
لَا يفني تَارِيخَ مدينتي حاكمٌ أو طوفانٌ.
لِتَضَرُّعاتي أصغِ يَا رّبِّ. آمين.
***
الأب يوسف جزراوي