نصوص أدبية

خالد الحلّي: ذَاكِرَةٌ غَادِرَة

عِنْدَمَا أَشْرَقْتِ نُورًا وَبَهَاءْ

طَفْحَ اَلْقَلْبُ حُبُورًا وَانْتِشَاءْ

فَتَسَاءَلَتُ بِحُزْنٍ

أَيْنَ كُنْتِ ؟

لِمَ أَنْتِ،

قَدْ تَأَخَّرْتِ كَثِيرًا، فَخَسَرْتُ

وَخَسَرْتِ

سَنَوَاتٍ ذَهَبَتْ مِنَّا سُدَى

فَغَدًا اَلدَّرْبُ كَئِيبًا أَجَرَدَا

**

قَدْ تَخُونْ

هَذِهِ اَلْأَيَّامُ

قُلْتِ

أَوْ  تُخَانْ

لَمْ أَقُلْ شَيْئًا

فَقَدْ خَانَتْ لِسَانِي

اَلشَّفَتَانْ

وَغَزَتْ رُوحِي شُكُوكٌ وَظُنُوْنْ

بَعْدَ أَنْ كَانَ اِشْتِيَاقِي وَالْحَنَانْ

يَغْمُرَانْ

دَرْبِيَ اَلْمَمْلُوءَ حُبًّا وَأَمَانْ

**

غَامَتْ اَلدُّنْيَا، وَهَبَّتْ عَاصِفَةْ

اِخْتَلَطَ اَلْحَابِلُ بِالنَّابِلِ

فَاحْتَارَ اَلطَّرِيقْ

بِخُطَانَا اَلرَّاجِفَةْ

غَدَرَتْنَا الذاكرةْ

حِين جَاءَتْنَا طُيُورٌ  مَاكِرَةْ

هَاجَمَتْنَا

أَحْرَقَتْ أُرْيَاشِهَا بَيْنَ يَدَيْنَا

فَاخْتَفَيْنَا

دُونَ أَنْ نَذْكُرَ

مِنْ أَيْنَ بَدَأْنَا

لَا. . وَلَا  كَيْفَ اِنْتَهَيْنَا

***

شعر: خالد الحلّي

في نصوص اليوم