نصوص أدبية

عبد الله الجميل: مدينة دهوك

يمَّمتُ شَطْرَ (دُهُوكٍ) بعدَ أنْ نضَبَتْ

عينُ القصيدِ لأَروي القلبَ والحَدَقا

*

وكنتُ أنوي بها يوماً ورُبَّتما

يومينِ لكنْ قضيتُ العُمْرَ مُغتَبِقا

*

كم قاصدٍ بلدةً أخرى ومرَّ بها

أغوَتْهُ حتّى نسى الأيامَ والطرُقا

*

مدينةٌ فوقَ جُنْحِ الطيرِ من نسَمٍ

قد شيّدَتْها غيومٌ تنسِجُ الشفقا

*

فكلُّ من شبَّ فيها يستوي جبلاً

وكلُّ من ماتَ فيها يستوي ودَقا

*

حدودُها ليس جدراناً وأسيجةً

لكنّها خُضرةٌ تستقطِرُ الأُفُقا

*

عابوا عليها غيابَ النهرِ قلتُ لهم:

بل أرضعتْ كلَّ نهرٍ ساربٍ شبَقا

*

لو مرَّ دجلةُ فيها صارَ بحرَ لظىً

لأنَّ فتنتَها تستعذبُ الغرَقا

*

مليكةٌ فوقَ عرشِ الرافدينِ وَنَتْ

عنها الصقورُ وحادَ المرتقى فَرَقا

*

عجِبتُ للمَوصِل الحدباءِ تبعُدُ عن

دُهُوكَ وقتاً قصيراً غيَّر الخُلقا

*

وغيَّرَ الأرضَ من سهلٍ ومن جبلٍ

إلى خريفٍ من الأحزانِ مُصطَفِقا

***

عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق

في نصوص اليوم