نصوص أدبية
مجيدة محمدي: المنسيون

الطفل الذي رسم الشمس على التراب، وحين مرّت العاصفة، محتها دون اعتذار،
المرأة التي حاكت ثوبًا من الصبر، لكن الريح سرقته قبل أن ترتديه،
*
الوجوه المتعبة التي تحمل مواسم الهزائم،
الأيدي التي نسيت طعم اللمس،
العيون التي تحمل حكاياتها كخناجر مغروسة،
الضحكات المبتورة،
و الأغاني التي لم تُكمل لحنها.
*
ظلال عابرة،
أرواح متهالكة،
قصائد محاصرة في صدور الصامتين،
دموع جافة على خدود لا يراها القمر،
ونسيم يمضي دون أن يحرك ستائر النوافذ.
في تلك الشوارع الذي نسيت المدينة اسماءها، هم،
تحت السقوف التي تئن من ثقل المطر،
في المرايا التي لا تعكس سوى الغياب،
وفي الرسائل التي لم يفتحها أحد.
*
كالشموس التي لم تُشرق،
الكتب التي لم تُقرأ،
الأغنيات التي لم تُغنّ،
والأحلام التي لم تجد من يحتضنها.
*
هل تسمعهم؟ هل تستطيع أن تنفض الغبار عن أرواحهم؟
أم أنك ستمضي كما مضى غيرك،
تتذكر أنك نسيتهم، ثم تنساهم مجددًا؟"
***
مجيدة محمدي