نصوص أدبية
يحيى السماوي: يا امرأةً زفـيـرُها أريجُ زُعـفـران
مـشـى بـيَ الـلـيـلُ الـى الـفـراتِ
قـبـلَ مـوعـدِ الأذانْ
*
الـى صـلاةِ الـفـجـرِ ..
وحـدي
وبـقـايـا مـن رذاذ الـقـمـرِ الـنـعـسـانْ
*
ودمـعـةٌ خـبـيـئـةٌ ـ وربـمـا قـهـقـهـةٌ صـامـتـةٌ ـ
تـخـثَّـرتْ مـا بـيـن أهـدابـيَ
والأجـفـانْ
*
وبـيـتُ شـعـرٍ واحـدٍ
حـاولـتُ أنْ أُكـمِـلَـهُ قـصـيـدةً ..
فـأعـلـنـتْ عـصـيـانَـهـا علـيَّ أبـجَـدِيَّـتـي
وأبـحُـرُ الـعـروضِ والـبـيـانْ
*
لأُكـمِـلَ الـبـيـتَ الـيـتـيـمَ الـمُـسـتَـبـى
عـن الـمـشـوقِ الـسـومـريِّ
عـاد بـعـدَ غـربـةٍ طـويـلـةٍ
فـلـم يـجـدْ جَـنَّـتَـهُ الأرضـيـةَ / الـمـكـتـبـةَ / الـديـوانْ (*)
*
مُـفـتِّـشًــا فـي الـلازمـانِ عـن غـدي
فـلـم أجـدْ
إلآ بـقـايـا جُـثَّـةِ الـمـكـانْ
*
فـي شـبـهِ تـابـوتٍ مـن الـرَّمـادِ
تـذروهُ ريـاحُ الـغـدرِ والـجـحـودِ
والـخـذلانْ
*
والـحُـلُـمَ الـبـسـتـانْ:
*
أودَعَـهُ عـنـدَ خـؤونٍ جـاحـدٍ
كـان يـظـنُّـهُ مـلاكـاً
قـبـلَ أنْ يـكـتـشـفَ الـمـارقَ فـي خَـبـيـثِ أصـغـرَيـهِ
والـشـيـطـانْ
*
مـشـى بـيَ الـلـيـلُ وحـيـدًا ..
سـاعـةٌ مَـرَّتْ عـلـى حـفـيـدِ أنـكـيـدو ..
وسـاعـتـانْ
*
والـسـومـريُّ الـحـالِـمُ الـمـغـدورُ فـي فِـردوسِـهِ
لـمّـا يـعـدْ يـمـلـكُ مـن تـنُّـورِهِ
غيـرَ رمـادِ الـيـأسِ والـدخـانْ
*
لا الـمـاءُ .. لا الـخـضرةُ .. (**)
لا الـحِـسـانُ .. لا الـلـؤُلـؤُ ..
لا الـمـرجـانْ
*
لا الـسـنـدسُ / الإسـتـبـرقُ / الـزنـبـقُ
لا الـريـحـانْ
*
ولا جـواري مـلـكِ الـمـلـوكِ " هـارونَ "
ولا كـنـوزُ " قـارونَ " ..
ولا تـاجٌ وصـولـجـانْ:
*
يـمـكِـنْ أنْ تُـحَـرِّكَ الـمـيـاهَ
فـي أنـهـاريَ الـظـمـيـئـةِ الـشـطـآنْ
*
إلآكِ يـا صـوفـيّـةَ الـلـذاتِ ..
يأطـاهـرةَ الآثـامِ ..
يـا مـائـيَّـةَ الـنـيـرانْ
*
يا امـرأةً
زفـيـرُهـا أريـجُ زعـفـرانْ:
*
جـمـيـعُ مـا خـسـرتُـهُ صـار رِبـاحًـا ..
وبـخـورًا صـارَ مُـذْ دخَـلـتِ فـي مـحرابـيَ
الـدُّخـانْ
*
أنـا وأنـتِ والـفـراتُ
الآنْ:
*
نـوقِـظُ فـي بـاديـةِ الـسـمـاوةِ الـعـشـبَ
نـقـودُ نـحـوهـا الأمـطـارَ والأنـهـارَ
والـغـدرانْ
*
نـنـشُّ عـن غـزلانِ " أوروكَ " ذئـابَ الـغـدرِ
والأحـزانْ
*
كـلُّ خـؤونٍ لـلأمـانـاتِ :
لـئـيـمٌ / مـارقٌ / مُـبـتـَـذَلٌ / جَـبـانْ
*
واسـتـطـرَدَتْ سـيـدةُ الـنـسـاءِ فـي " أوروك ":
إنَّ الـبـحـرَ لا يُـغـوي الـفـراشـاتِ
فـإنَّ قـطـرةً واحـدةً مـن الـنـدى
تُـطفـئ مـا يـعـجـزُ عـن أطفـائِـهِ الـبـحـرُ مـن الـنـيـرانْ
*
هـل يـمـلـكُ الـعـصـفـورُ مـن غـابـاتِ " أوروكَ "
سـوى مـا يَـسَـعُ الـعُـشَّ مـن الأغـصـانْ؟
*
مَـجـدُكَ فـي الـعـشـقِ
وفـي الـقـصـيـدةِ الـبـيـضـاءِ
كُـنْ مـثـلـي:
فـقـد هَـبَـطـتُ مـن عـرش ســمـاواتـي الـى أرضِـكَ
فـلـنُـشـدْ إذنْ
مـمـلـكـةَ الـفـراشـةِ / الـوردةِ ..
والـحـمـامـةِ / الـهـديـلِ ..
والـرَّبـابـةِ الـنـاسـكـةِ الألـحـانْ
*
مـا ضـاعَ قـد ضـاعَ
فـإنَّ الـنـهـرَ لـن يـعـودَ لـلـغـيـمـةِ ..
والآهـاتِ لـن تـعـودَ لـلـصـدورِ ..
والـدمـوعَ لا يُـمـكـنُ أنْ تـعـودَ لـلـعـيـونِ ..
والـرَّمـادَ لـنْ يُـبـعـثَ مـن تَـنُّـورِهِ أفـنـانْ
***
يحيى السماوي
السماوة الخميس 28/3/2024
............................
(*) إشارة الى شخص ظننته صديقا ملاكا فاستأمنته ـ حين كنت هاربا من العراق لسبب سياسي ـ بستاني ومكتبتي فخانني بهما ، فلم أحصل من بستاني ولو على سعفة واحدة ـ ولا من مكتبتي التي تضم آلاف الكتب ولو على غلاف كتاب واحد ! والأنكى من ذلك: كان من بين موجودات مكتبتي ملف فيه العديد من قصائدي المنشورة وغير المنشورة فسرقه ابنه وأخذ يقرؤها أمام شعراء السماوة على أنها من شعره مثيرا دهشتهم وذهولهم ـ وهم الذين يعرفونه لا يعرف الفرق بين ميزان الشعر وميزان الشعير ـ قبل افتضاحهم أمره بعد عودتي للعراق !
(**) تناص مقلوب مع شطر بيت منسوب للشاعر الإماراتي حمد بن عبد الله العويس ونصه:
الماء والخضرة والوجه الحسن