نصوص أدبية

ريما الكلزلي: مخاض البقاء

غادرْ

حينَ تُصبحُ الأبوابُ

أطيافًا من خشبٍ فائض،

وحينَ تسقطُ الكلماتُ

كأوراقِ خريفٍ أعمى

لا يعبأُ بها الرصيف.

*

غادرْ

حينَ لا يعني لهم

مخاضُ السكوتِ شيئًا،

حينَ لا يصغونَ

لصراخِ الجدرانِ

وهي تُنجبُ فراغاتٍ

تُشبهُ وجوههم.

*

غادرْ

حينَ تَغدو الحقيقةُ

غيمة تتوزّع على المقاطعات والقصائد

وحينَ تُصبحُ ملامحُ الوقت

كوجهِ ساعةٍ مقلوبة

في سهرة هاربة من المطر.

*

غادرْ

حينَ يَغدو الصمتُ

جرحًا أعمى

لا أمل فيه

ولا حكايةَ تُغري الأشجار

كي تُغني.

*

لا تُبقِ قلبكَ هنا،

حيثُ لا يعني النهارُ سوى

ضوعًا من حدائق في الوداع

والليلُ روحُ قنديلٍ

يَقتسمُ الجدرانَ مع الغبار.

*

غادرْ،

إنَّ المسافاتِ التي لا تنتظركَ

هي الأصدقُ

والذين لا يفهمون

كيفَ ينزفُ السكوتُ

لن يفهموا يومًا كيفَ يولدُ الكلام.

***

ريما الكلزلي

 

في نصوص اليوم