نصوص أدبية

جاسم الخالدي: مطرُ الحبِّ

قد عادَ غيثُ الحبِّ إثرَ جفاءِ

فاخضرَّ عودُ الأرضِ بعدَ ذواءِ

*

وأفاقَ وردُ الروحِ من طولِ الصدى

وتفتَّحتْ أنسامُها بهواءِ

*

ورنتْ طيورُ الوجدِ بينَ غصونِها

تشدو بنبضِ العشقِ والإيحاءِ

*

وسرتْ نسائمُها تُلامسُ مهجتي

فتعيدُ قلبي للحيا بنداءِ

*

يا أيها القلبُ المُوشَّحُ بالسَّوادِ

إلى متى مطري بلا انداءِ؟

*

أما اكتفَتْ عينايَ من سهدِ الأسى

وتعبتُ من أنَّاتِها البكماءِ؟

*

دعني ألوِّنُ مهجتي بضِيائها

وأذوبُ في الآمالِ كالأنواءِ

*

فالصُّبحُ يُومِضُ في الدُّجى مُتأهِّبًا

والحُبُّ أبقى من ظلالِ جفاءِ

*

عندي من الأشجانِ وسعُ مدارِها

لكنها روحٌ اشتهَتْ لِرُواءِ

*

تَهفو إلى نبعِ الطهارةِ علَّها

تُزْهِو وتَسقُطَ في مدى الظَّلماءِ

*

لا اليأسُ يُرْهِقُها وإنْ طالَ الأسى

تبقى تُناجِي النُّورَ في العلياءِ

*

ينِي وبينَ الحزنِ عقدٌ دائمُ

لا ينتهي إلا بقرب فنائي

*

قد أرهقَتْ روحي الظنونُ ولم تزلْ

تَرنو إلى فجرٍ بنورِ صفائي

*

كم عانقَتْ عينايَ طيفَ سعادةٍ

لكنَّه ولى كطيفِ مُراء

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم