نصوص أدبية
لمى ابوالنجا: نافخ الكير (1)

إذا كان للجهل وقود فالمعلمات اللاواتي صقلن طفولتي ومراهقتي هن حطبه، لم يكن لأي منهن فضيلة أذكرها عدا معلمتين فقط في مسيرتي التعليمية..
لم يكن لهن أثر إلا بالعقد النفسية وإرساء القيود والعنف الذي استغرقني قرابة العشرين عاماً حتى أتخلص منه..
كنت قائدة وشخصية مؤثرة بالفطرة بشكل إيجابي وسلبي على حدٍ سواء وما أن تقترب مني فتاة حتى تتطبع بخصالي وتتحول شخصيتها من بنت خجولة مطيعة إلى متمرده لا تقبل توجيهات ولا تخفض رأسها أمام الإهانات المستمرة وبشكل يومي من المعلمات او المشرفات..
كنت أجندهن بشكل فطري وبسبب صغر سني بالطبع لم أكن أدرك أن تلك كانت إحدى طرق التأثير وصقل طباع جديدة بالشخصية بأن أدرس عواقب الفعل قبل الإقدام عليه وأرى مقدار تحملي لعواقبه وقد أورثت هذه الميزة لأعضاء شلتي الأعزاء..
في الصف السادس الإبتدائي كانت تدرسنا مادة التدبير المنزلي معلمة أرجح أن كان لديها اضطراب شديد في الشخصية وفي السيطرة على الغضب والإنفعال لأتفه الأسباب، لا اذكر ان أياً منا انتبهت لشرحها او لاي موضوع في المنهج، فقد كان همنا الأول والأخير ان لانتكلم وان لا نتنفس أو نصدر اي صوتاً يتسبب بإنفجارها بنوبة غضب عنيفة ومع كل حرصنا كان دائما شيئاً ما يحدث ويخرج الجني بداخلها..
وبعد أن تنهال على أي بنت بالضرب والشتائم والإهانات تحاول في نفس الحصه ان تصلح الموقف وتحتضنها وتحاول اقناعها انها لم تقصد ثم تضربها مرة أخرى إن لم تقتنع..
في إحدى المرات إنهالت بالضرب على زميلة لي بسبب تقطيعها للطماطم بشكل خاطيء! ضربتها على وجهها ومخشت كتفها حتى احمر وجه البنت من شدة البكاء بسبب الألم والإهانه ..
وانا انظر إليها كنت اشعر ان تلك الضربات تتوجه لي بكيت لأجلها لكني لم استطع دفع الأذى عنها في وقته، لم يطلب مني احداً ذلك ولكني كنت اشعر ان حماية الآخرين هي مهمة علي تنفيذها ومازالت تلك الصفة التي ندعوها بالفضيلة سبباً بسلسلة الأذى الذي تعرضت له لبقية حياتي..
المهم أنني توليت ضمها لشلتي وغسل دماغها وإقناعها بأن العقاب الذي سيقع عليها ان عصت معلمه ليس بالحجم الذي تتصوره وماهي الا فترة بسيطة وتحولت تلك الفتاة إلى طالبة مشاغبة متمردة وتم استدعاء والدتها عدة مرات لمحاولة السيطرة على تمردها وقد كانت في حالة صدمة من التغير المفاجيء في شخصيتها تسأل عن الأسباب وراء ذلك
أخبروها أن رفقتي لها هي ما غير شخصيتها بهذا الشكل
فطلبت من المعلمات تفريقنا..
يتبع
***
لمى ابوالنجا