نصوص أدبية
يحيى السماوي: محاولتان لقول شيء
(1)
سـيـدتـي الـبـعـيـدةُ / الـقـريـبـةُ..
الـجـمـرُ / الـنـدى..
الـجـنـونُ والـرُّشــدُ..
*
أيـتـهـا الـرَّحـمـةُ والـنـقـمـةُ..
والـجـنـوحُ والـحِـكـمـةُ..
والـسـفـوحُ والـقِـمَّـةُ..
والـبـسـتـانُ والـقـيـدُ..
*
والـغـضَـبُ الـعـاصِـفُ
والـودُّ..
*
تـقادمَ الـعـهـدُ عـلـى وعـدِكِ لـلـعـطـشــانِ بـالـمـاءِ..
ولـلـجـائِـعِ بـالـزادِ ..
ولـلـصـحـراءِ بـالـعـشـبِ
*
وبـالـقـنـاديـلِ تُـضـيءُ ظُـلـمَـةَ الـدربِ
*
والـمَـنِّ والـسـلـوى
وبـالـحـبـلِ لـ " يـوسـفَ الـفـراتِـيِّ " الـذي
ألـقـى بـهِ عــشـقُــكِ فـي غــيـابـةِ الـجُـبِّ..
*
تـقـادَمَ الـعـهـدُ
وهـا مـرَّ قـطـارُ الـعـمـرِ
أيـن الـوعـدُ يـا عـهـدُ؟
*
تـقـادَمَ الـعـهـدُ ونـحـنُ:
الـجـزرُ والـمَـدُّ
*
الـعـلـقـمُ الـبـرِّيُّ فـي ثـغـري
وفـي أحـداقِـيَ الـسـهـدُ
*
وفـي سـريـري الـشـوكُ والـوحـشـةُ
والـبـردُ
*
وأنـتِ يـا حـديـقـةً ضـوئـيـةً
أشـذاؤهـا الـتـبـتُّـلُ الـصوفـيُّ
والـلـذةُ والـريـحـانُ
والــرَّنـدُ
*
الـتـيـنُ والـزيـتـونُ فـي روضِـكِ..
والـظِـلالُ فـي خِـدرِكِ..
والـكـوثـرُ فـي نـهـرِكِ..
والـوردُ:
*
يـضـوعُ مـن شِــقِّ قـمـيـصِـكِ الـحريـريِّ
وتـسـتـفِـزُّنـي حـمـامـتـا صـدرِكِ
يَـصـهــلُ الـسـؤالُ فـي دمـي
وأنـتِ لا ردُّ..
*
أمـا لِـكـأسـي مـا يُـبِـلُّ الـعـطـشَ الـوحـشـيَّ
يـا شــهــدُ؟
*
هَـيَّـأتُ أحـطـابـي
فـهَـيِّـئـي لـيَ الـتـنـورَ حـتـى يـنـضـجَ الـرغـيـفُ
مـنـكِ:
الـمـطَـرُ الـعـذبُ..
ومـنـي:
الـبـرقُ والـرعـدُ
***
(2)
قـالَ لـيْ الأعـمـى:
أنـا أرضٌ يَـبـابْ
*
لـيـس يـعـنـيـنـي إذا أشـرَقَـتِ الـشـمـسُ
أو الـبـدرُ عـن الـشـرفـةِ غـابْ
*
مـا الـذي تـخـسَـرُهُ الـصـحـراءُ
لـو جَـفَّ الـسَّـرابْ؟
*
مـنـذُ شَــيَّـعـتُ شــبـابـي:
وأنـا هـيَّـأتُ جُـثـمـانَ تـرابـي
لِـيُـوارى فـي الـتـرابْ
*
فـعـسـى أنَّ يـمـيـنـي ـ لا يـسـاري ـ سـوفَ تـزدانُ
بـقـنـديـلِ الـكـتـابْ
*
لأعـيـشَ الـدَّهـرَ ـ كـلَّ الـدّهـرِ ـ فـي الـفـردوسِ
كـأسـي خـمـرُهـا الـشـهـدُ
وصـحـنـي خُـبـزُهُ عـشـبُ الـشــبـابْ(*)
***
يحيى السماوي
................
(*) عشب الشباب: المراد به عشب الخلود الذي جاء ذكره في ملحمة كلكامش.