نصوص أدبية
مصطفى علي: فيروز في عيدِ ميلادها
ياطائرَ الفينيقَ من
كنعانَ أو آرامَ من
وادى أساطيرِ الهوى
والأرزِ والجُميّزِ في
مزمورِ حادٍ من مزاميرِ القَصَبْ
**
مِنْ بعدما ذابوا غراماً ثمَّ سالوا
أنهراً جذلى بموسيقى
الأوائلِ من غطاريفِ العربْ
**
حَلّقْ بعيدًا
وامنحْ الدنيا غناءً باكِياً
من روحِ الحانِ (الرَحابِنَةِ)
السُكارى في أفانينِ الطَرَبْ
**
من (ميْجَنا) بعدَ (العَتابا)
ربّما ننسى بها جَهْلَ الأعاريبِ
الحيارى كُلّما إحْتَدَّ النَسَبْ
**
أو عَلّنا ننسى بقايا اللومِ
فينا والغَضاضَةَ والعَتَبْ
**
لا تغضبي للقدسِ
يافيروزَنا الهدباءَ قد
جفّتْ مواجيدُ الأقاربُ
حينما جفَّ الغضبْ
***
صاروا عَقارِبَ عَصرِنا
المَطْليِّ بالتزويرِ والتنويرِ في
دُنيا الدراهمِ والذَهَبْ
**
يَجْترُّ ما يهذي بهِ
زوراً وُلاةُ الأمرِ والتطبيعِ
حتى أصبحَ الوالي نبيّاً
مُرْسلا مهما تواطأ او كَذَبْ
***
فيروزَنا الشَهْلاءَ مهْلاً
إنّهم قد أطفأوا
في الروحِ والوجدانِ
والقلبِ اللهبْ
**
مَهْيوبتي رفقاً بِهاتيكَ
الملايينِ التي
سبعونَ عامًا في المُنى
صِدقاً تَنادوا
إنما لم يحصدوا
إلّا الأثافي
من قُنوطٍ وانكسارٍ أو نَصَبْ
**
معشوقتي الكُبرى ويا
تاجَ المليكاتِ التي في
صوتها يسمو اللقبْ
**
لا تعجبي من حالنا
يا بِنْتَ حَقْلِ الكَرْمِ
ما جدوى العَجَبْ
**
لا تسْألي شُهداءَها
الأوفى هوىً
ماذا جرى
أو ما السبَبْ
**
تبّتْ يَدا ذاكَ المليكِ المُسْتَلبْ
لم يُغْنِ عنه مالُهُ يوماً وَلا
ينجيه من ثأرِ اليتامى ما كَسَبْ
**
لا تطلُبي منّي التصالحَ
والتغاضي في القصيدة إنّما
الأشعارُ ياقوتُ الأدبْ
**
خاضوا معاً بِدِمائِنا وَدِماءِ أهلينا
بحوراً غاصت الأقدامُ فيها والرُكَبْ
**
يا غادتي الحسناءَ يا أيقونتي
هل كذّبَ التاريخُ ما عَنّا كَتَبْ؟
**
غنّي إذن للمُبتلى
موّالَ عِشْقٍ دامِعٍ
من صفوةِ الأشعارِ في كأسِ الحَبَبْ
**
إذ رُبَّ مغلوبٍ بها
من بعدِ صَبْرٍ قد غَلَبْ
***
د. مصطفى علي