نصوص أدبية
سُوف عبيد: السّير على الرّأس
عندما جاوز عتبةَ العمارة
تقدّم خطوة على الرّصيف
فزلّت قدمه
مِن وقتئذ
لم يدر كيف صار يسيرُ على رأسه
*
يا عجبا
أصبح يرى النّاس مثلَه
يسيرون وأرجُلُهم مرفُوعة
في الهواء
*
الأشجارُ أيضا
أضحت مقلوبةً على رؤوسها
جذورُها تشابكت مع النّوافذ
أوراقُها تناثرت على الشّرفات
والسّطوح
*
سيّارةٌ
رَفّافةُ الأضواء
عاويةٌ
مَرقتْ مُسرعةً
صَدمته
لم يشعُر برأسه
عندما اِنفصل عن كتفيه
ثم تدحرج على الرّصيف
*
رأسُه صار كرة
تتقاذفها الأرجل
في كل رَكلة ألمْ
حتى صاح المارّة :
ــ هدف...هدف...هدف !
حينذاك صفّر الحَكمْ
*
أفاق مذعُورًا
تحسّس رأسَه على المخدّة
فإذا المخدّةُ
تَقطُر بالدّمْ !
***
سُوف عبيد - تونس