نصوص أدبية

البشير النحلي: هَلْ تُدْرِكون!

وَقَفَ الْمُدَوِّنُ

شاكِراً

بِالْقُرْبِ مِنْ سَطْرَيْهِ

يَرْجو

أَنْ يُكافَأَ بِالْهُتافِ

عَلى

الْمِنَصَّةِ

لا يُريدُ تَكَسُّباً شَأنَ الّذينَ مَضَوْا مِنَ المُتَنَبّئينَ!

تَفانِياً

يَزَعُ الْكلامَ

وَيَرْتئي شَوبَ التّصَوّفِ بالْحَداثَةِ

كَيْ

يُجَمِّعَ ما أَضاعَ النّاسُ مِنْ شُعَبِ الْيَقينِ الصِّرْفِ في كُتُبِ التّهافُتِ

يَنْحَني

وَيَجُرُّ

دَيْليْ

ذِلّةٍ وَتَزَلُّفٍ

كَالْطَّفْلَةِ الْمِغْناجِ تَرْنو لِلسّفِيهِ تُبَصْبِصُ

وَتُرَجْرِجُ الْكَفَلَ الثّقيلَ

لِلِانْتِهازْ

فَأَنا

يَقولُ

مُداوِراً

وَلّيْتُ وَجْهي شَطْرَ

كَنْزي

بالْحجازْ

أُفْشي السّلامَ

وَأَحْرِصُ..

إِنْ أَجْتَبيني

أَجْتَبي لُغَةَ

الْحَقيقَةِ وَالمَجازْ

وَالْفاصِلَ الْمَوْروثَ بَيْنَهُما

الْمُطَرَّزَ

بِالشُّروحِ

أَنا هُنا

سَيْفٌ "يُقَتِّلُ مَنْ أرادَ"

بِنَثْرِهِ وَقَصيدهِ

"رَفَعَتْ بِـيَ الْعرَبُ الْعِمادَ وَصَيّرَتْ قِمَمَ الْمُلوكِ مَواقِدَ النّيرانِ"!

هَلْ تُدْرِكونَ إِذا انْتَفَتْ غُرَرُ الْوَصايا

حَصْحَصَتْ لُغَةُ الشّكوكِ

تَكَوْثرَ الْمَعْنى

تَفَلَّتتِ

الظّواهِرُ والطّبائعُ

ما يَكونْ

هَلْ تُدْرِكونْ!

***

البشير النحلي

في نصوص اليوم