نصوص أدبية

فتحي مهذب: وأنت تتساقط

وأنت تتساقط

عضوا عضوا

تطل طفولتك الهرمة

من زجاج عينيك

تطفر الدموع من كتفيك المقوستين

يدوي صرير الأرجوحة

في قاع أذنيك

الأرجوحة التي أقمتها من حبال أعصابك

من ذهب ضحكاتك الحلوة

وأنت تدخل في محاق

مثل قمر أنهكته معتقلات الغيوم

يبدو الزمن ملطخا بأطواق الدم

على جلدك المغضن

تفكر في قبر

على طراز سلجوقي

لترتاح قليلا من الأشرار والجواسيس

من الأسئلة التي تمطر بغزارة

في الخلوة

وأنت تتساقط عضوا عضوا

يقفز المنتحرون

من شرفة رأسك

مدججين بأحزمة ناسفة

يهددون المارة النائمين

بتدمير كنيسة المسلمات

واعتقال ستين مترا من القلق اليومي

وأنت تسلم مفاتيح الحياة

لغيرك من الوافدين الجدد

الذاهبين إلى الوراء

بأقدام متفحمة

يحملون تابوتك العذب

ليضيء نواويس العميان

يحملون قلقك الفلسفي

كما لو يحملون آنية من السيراميك

بيننا السحرة يفتحون النار

على طيور الهواجس

وأنت تقاتل الثور الأسود

في مرتفعات الشك

لإنقاذ يقينك البائس

من الجنون والإنتحار

وأنت يحاصرك الآخرون

بقذائف آربجي

تخونك عينان من القش والغبار

يلتهم فرسك الضريرة

قطيع متناقضات

بينما المكان والزمان يختفيان

في جبة اللاشيء

وأنت تودع المرئيات

من شباك الطائرة

يهبط ملاك أحمر من الأتوبيس

ليلتقط عظامك المهشمة

ثم يختفي.

***

فتحي مهذب - تونس

 

في نصوص اليوم